13 سبتمبر 2025

تسجيل

فضل العلم والعلماء (7-8)

03 يوليو 2015

من الأقوال المأثورة في طلب العلم قال المسيح عيسى بن مريم عليه السلام: من تعلم وَعَلِمَ وَعَمِلَ فذاك يُدْعَى عظيماً في ملكوت السماء. وقال أيضاً: لا تمنع العلم من أهله فتأثم، ولا تنشره عند غير أهله فتجهل، ولكن طبيباً رفيقاً يضع دواءه حيث يعلم أن ينفع. وقال لقمان الحكيم لابنه: يا بني لا تَعَلَّم العلم لتباهي به العلماء أو لتماري به السفهاء، أو لترائي به في المجالس، ولا تترك العلم زهداً فيه ورغبة في الجهالة، يا بني اختر المجالس على عينك، وإذا رأيت قوماً يذكرون الله فاجلس معهم فإنك إن تكن عالماً ينفعك علمك، وإن تكن جاهلاً يعلموك، ولعل الله أن يطلع عليهم برحمة فيصيبك بها معهم، وإذا رأيت قوماً لا يذكرون الله فلا تجلس معهم، فإنك إن تكن عالماً لا ينفعك علمك، وإن تكن جاهلاً زادوك غياً أو عَيٍّا ولعل الله يطلع عليهم بعذاب فيصيبك معهم. وعن الإمام مالك أنه بلغه أن لقمان الحكيم أوصى ابنه فقال: يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء. وقال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: تعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا له الوقار والسكينة، وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتوه، ولا تكونوا جبابرة العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرجل من أصحابه: يَا كُمَيْلُ: العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم، والمال محكوم عليه، والمال تُنْقِصُهُ النفقة، والعلم يزكوا بالإنفاق. وقال أيضاً: العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالم ثُلِمَ من الإسلام ثُلْمَةٌ لا يسدها إلا خَلَفٌ منه. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إن الذي يعلم الناس الخير تستغفر له كل دابة حتى الحوت في البحر. وقال سلمان الفارسي: علم لا يقال به، ككنز لا يُنفق منه. وقال عمر بن عبد العزيز (رحمه الله): من تعبد بغير علم، كان ما يُفْسِدُ أكثر مما يُصلح، ومن عَدَّ كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: اُغْدُ عالماً أو متعلماً، ولا تَغْدُ بين ذلك. وقال أيضاً: يا أيها الناس تعلموا، فمن عَلِمَ فليعمل. وقال أيضاً: إن من العلم أن يقول الذي لا يعلم: الله أعلم. وقال أيضاً: إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها. وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة. لأنه معالم الحلال والحرام، والأنيس في الوحشة، والصاحب في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والزين عند الأخلاء، والقرب عند الغرباء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخلق قادة يُقتدى بهم، وأئمة في الْخُلُقِ تُقْتَفَى آثارهم، ويُنْتهَى إلى رأيهم، وترغب الملائكة في حبهم، بأجنحتها تمسحهم. حتى كل رطب ويابس لهم مستغفر، حتى حيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، والسماء وَنُجُومُهَا، لأن العلم حياة القلوب من العمى، ونور الأبصار من الظُّلَمِ، وقوة الأبدان من الضعف، يبلغ به العبد منازل الأحرار، ومجالسة الملوك، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، والفكر به يُعْدَلُ بالصيام، ومدارسته بالقيام، به يطاع الله عز وجل، وبه يُعْبَدُ الله، وبه توصل الأرحام، وبه يُعْرَفُ الحلال من الحرام، إمام العمل والعمل تابعه، يُلْهَمُهُ السعداء ويُحْرَمُهُ الأشقياء. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أتدرون ما ذهاب العلم من الأرض؟ قلنا: لا. قال: أن يذهب العلماء.