18 سبتمبر 2025

تسجيل

الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله

03 يوليو 2015

جميل أن نقرأ ما قالوا وأن نتأمل ما سطرته أيديهم، تلك السلسلة الذهبية التي مبدؤها الصحابة الكرام ومنتهاها الأئمة الأعلام فرضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحم الله أئمتنا وعلماءنا وقادتنا ودعاتنا وأهل الصلاح والإصلاح ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم، قالوا وكتبوا لله، وأخلصوا العمل وصدقوا في التوجه، فبارك الله في أعمالهم وأقوالهم، وما زالت الأمة تتداول ما قالوا وما كتبوا، وتحب أن تقرأ لهم وتستقي من بحورهم الزاخرة، وعلومهم النافعة، التي اغترفوها من إمام الهدى عليه الصلاة والسلام، وهم ما عرفوا الشهرة ولا عرفتهم، ولسوف تبقى هذه النماذج حية بصفحاتها الناصعة لأهل الأرض على امتداد الأيام، قدوة للأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حملوا هذا الدين بقوة وإخلاص وبإيمان عميق، وفهم دقيق، وعمل متواصل لتبليغه للعالمين. فمن روائع أديب الفقهاء وفقيه الأدباء الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:-" الأمم التي ليس لها تاريخ، تخترع لنفسها تاريخاً، لأنه لا بد من التاريخ "" لقد عرف التاريخ حكاماً طغاة جبارين، يُكرهون الناس حتى يكونوا لهم تابعين طائعين، يخضعون أجسادهم وجوارحهم حتى يعملوا لهم ما يريدون، ولكن هل يستطيعون إخضاع قلوبهم، حتى تمتلئ بحبهم؟ وعقولهم حتى ترى الحق معهم؟". " إن تاريخنا أعظم تاريخ، ولكننا أمة تجهل تاريخها، هذا التاريخ الذي ليس لأمة مثله، هذا التاريخ الذي يفيض بالحب والنبل والتضحية والبطولة والإيمان "." إن سبيل الإصلاح بيّن ظاهر، إن شئنا سلوكه فليتفق الدعاة إليه على منهج واحد، نرتب فيه المقاصد التي ندعو إليها، نقدّم الأهم على المهم، لا ندع الأصول ونتنازع في الفروع "." إن السلام الذي يدعوننا إليه كالسلام بين اللص الذي اقتحم دارك وقتل بعض أهلك، وسكن في بعض منزلك، فلما أردت أن تخرجه، قال:انظروا إلى هذا (الإرهابيّ) ". " قضية فلسطين لن تموت لأنها عقيدة في قلب كل مسلم "." ولدعوة واحدة لي، بعد موتي، من قارئ حاضر القلب مع الله، أجدى عليّ من مائة مقالة في رثائي..". " وفي النوازل الثقال توزن أقدار الرجال "." وإن استقريت العظماء الذين بنوا دولاً، وتركوا في الأرض أثراً، لم تكد تجد فيهم أجلّ من عمر رضي الله عنه "." فيا رب لا تجعل عملي يذهب سُدى، واكتب لي بفضلك ورحمتك بعض الثواب عليه، اللهم اجعل ما كتبتُ وما خطبتُ من العلم النافع الذي لا ينقطع بانقطاع العمر ". " وأخيراً..." قال عنه الدكتور عبدالقدوس أبو صالح " وكان الشيخ الطنطاوي على ميله للفكاهة، وعلى ما يتمتع به من خفة الروح في مقدمة العلماء التزاماً بالإسلام، وتخلقاً بآدابه، وكان في حقيقته شديد التقوى لله، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا سطوة غاشم، وكانت التقوى لله تجعله أحياناً كالأسد في جرأته وإقدامه، وتجعله أحياناً أخرى من أرق الناس قلباً ومن أكثرهم خشية لله، وتواضعاً له " .إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم