27 أكتوبر 2025

تسجيل

دور التربية في مكافحة التخلف (1)

03 يوليو 2014

تنبهت معظم الدول الآسيوية والإفريقية التي حققت استقلالها خلال الثلاثين سنة الأخيرة، بضرورة القضاء على التخلف الذي ورثته من قرون مضت. والكل مجمعون على أن للتربية الدور الأول في تجديد البناء القومي والقضاء على التخلف. فالتخلف هو بقاء مواهب الإنسان مهملة وفعالياته هزيلة وضائعة، أو أنه توقف عن النمو وجمود وتحجر. ولذلك فالمتخلف لا يحسن استثمار القوى الطبيعية والكنوز التي وهبها الله للإنسان... البدوي في الصحراء قد تكون لديه مواهب ممتازة ولكنها لم تكتشف ولم تستثمر. ولذلك لم يستطع أن يكتشف في بلاده ثروة النفط الهائلة حتى جاء الغربي بعمله وبآلاته وبدأ باستخراج ثروة النفط من باطن الأرض. كما أن الآسيوي والإفريقي الذي توقف نموه بعض الوقت بقي يستخدم الجمال والخيل والبغال والحمير والثيران حتى جاء الغربي بآلاته الحديثة واختراع القطار فالسيارة فالطائرة.أما مظاهر التخلف التي تنتاب الإنسانية في عالم اليوم فهي: التخلف في الحقل الديني؛ فيزعم البعض أن الدين الإسلامي هو عامل من عوامل التخلف وهذا مخالف للواقع. فالحقيقة أن ما نسب إلى الدين من تخلف نابع عن موقفنا من الدين، فالتخلف فينا وليس في الدين.أما التخلف في الحقل العلمي؛ فتعاني منه كل بلدان العالم الثالث، حيث تشكو هذه البلدان من تفشي الجهل والأمية بين سواد الشعب، كما تفتقر إلى العلماء البارزين في شتى فروع المعرفة والاختصاص.فهي في أمسّ الحاجة إلى تكوين العلماء على المستوى العالمي، كما تحتاج إلى نشر حب العلم وحب الاكتشاف والاطلاع بين أفراد الشعب.ويعد التخلف في الحقل التقني من أبرز أنواع التخلف التي تلازم البلاد النامية، والتقنية تعني المعرفة والمقدرة على صنع الآلة واستعمالها. فهي مركبة من معرفة علمية مضبوطة ومهارة في تطبيق هذه المعرفة بالدقة التامة.ومن ناحية التخلف في الحقل الاقتصادي، فنستطيع القول بأن بلاد العالم الثالث متخلفة في حقل الإنتاج من حيث الوسائل والأساليب، فهي في الغالب ساذجة وبالية، وهذا بطبيعة الحال قد يؤدي إلي التخلف في التصدير.هذا والحديث بقية