30 أكتوبر 2025

تسجيل

أهلاً بالرمضانيين !!

03 يوليو 2014

جميل أن ترى المساجد في رمضان وهي تمتلئ بالمصلين، ليس في صلاة واحدة بل في كل الفروض تقريباً.. مشهد جميل أن ترى الناس مقبلة على الله بطرق ووسائل متنوعة، منها الصلاة، في اشارة الى أنه مهما ابتعد المرء وغاب عن الوعي الديني لسبب أو جملة أسباب، إلا أنه سيعود بفضل الله ورحمته، طالما بقي الضمير حياً لم يمت. لكن قد نتساءل عن هذا المشهد الرمضاني الجميل ولم لا يتكرر بقية أيام السنة. والإجابة تتضح في أن السبب الرئيسي في امتلاء المساجد خلال هذا الشهر الفضيل، هو الجو الإيماني المصاحب للشهر الكريم الذي يدفع بكثيرين إلى العيش فيه ولو لسويعات قليلة، حيث يحب الناس استشعار تلك الروحانيات والإيمانيات في المساجد، ولهذا تجد أنها تمتلئ في أغلب الفروض لا سيما العشاء ومن ثم التراويح. لكن نلحظ من بعض الأئمة والخطباء انتقاد من ترتفع الهمة لديهم ويرتفع مؤشر الإيمان، فيرتادون المساجد خلال الشهر الفضيل، بل ربما بالغ البعض فيطلق على هؤلاء بالرمضانيين، لأنهم لا يعرفون المساجد إلا في رمضان!! هذا التصرف وإن بدا من البعض القليل، فهو غير مقبول لسبب وجيه بسيط، هو أن توحد التوقيت لبعض العبادات في هذا الشهر يتيح الفرصة للجميع أن يجتمع في المسجد لأداء الصلوات. إن مواقيت العمل تتوحد، ووقت تناول طعام الإفطار واحد يسير على أساسه الجميع، وكثير من الأنشطة والأعمال اليومية المسائية يتم توقيتها على أساس الانتهاء من التراويح، وهكذا. لذا تجد أن فرص التقاء أهل الحي وأداء الصلوات في المسجد تزداد في رمضان نظراً لتلك الاعتبارات أكثر من أي وقت آخر. وظني أن هذه الفرص أو تلك الاعتبارات لو توفرت في بقية أيام السنة لكانت المساجد ممتلئة كذلك. لهذا ندعو الأئمة والخطباء الكرام بتوجيه الشكر إلى جموع المصلين أولاً، القدماء منهم والجدد أو كما يسمونهم بالرمضانيين، وحثهم على الاستمرار في أداء الصلوات بالمسجد قدر المستطاع ثانياً، مع عدم توجيه النقد إلى مرتادي المساجد الجدد في رمضان ثالثاً وأخيراً.. فمن يدري، لعل من بين المرتادين الجدد من قرر ارتياد المساجد والحرص على أداء الصلوات فيها، فيسمع النقد واللوم من الإمام لأمثاله، فيكون رد فعله غير سار البتة.. فمن يتحمل نتيجة تنفيره من المسجد غير الإمام؟ إن الرفق واللين أمران مطلوبان لتزيين أي أمر، فما بالك لو كان في الدعوة إلى الخير والعمل الصالح؟ وما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.