المتقاعدون ورواتبهم الهزيلة.. قضية الساعة !

كلما بدأت في كتابة مقال في الشرق عبر زاوية “ علامة استفهام ؟ “ إلا ويتواصل معي بعض المواطنين المتقاعدين لتكرار الكتابة عن رواتب المتقاعدين الضعيفة والهشة التي لا تغطي متطلبات الحياة المعيشية في هذه الأيام ولا تواكب التحديات. أضف إلى ذلك: أن الرواتب التي تصرف للبعض منهم ما زالت تقوم على سلم الرواتب القديمة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.. اي لا زيادة ولا تعديل لها منذ تلك الفترة عندما كانت السلع والخدمات تقدم للمواطن باسعار بخسة وبرسوم رمزية لا تقاس بالاسعار الحالية التي انقلبت بنسبة 180 درجة دون رحمة أو رأفة من التجار وأصحاب مؤسسات السلع والخدمات حيث فاقت الخيال.. وهذه هي الحقيقة المرة مع كل أسف؟!. حيث كان الواحد منا يملأ عربانة الجمعية التعاونية بمبلغ 500 ريال فقط بينما انقلب السعر رأسا على عقب بمبلغ لا يقل عن 1500 - 2000 ريال لصاحب الأسرة متوسطة أو كبيرة العدد!!. غياب بدل السكن: ومع ضعف الراتب التقاعدي وقلته يأتي عدم صرف “ بدل السكن “ للمتقاعدين المواطنين ليسبب لهم أزمة مالية استمرت معهم لعدة عقود بسبب تجاهلهم وعدم الاستجابة للنداءات التي يكررونها عبر الوسائل الاعلامية المتعددة ومنها شبكات التواصل الاجتماعي التي عبرت عن تفاقم مأساة رواتب هذه الشريحة المهمة من هذا المجتمع. قطع بعض البدلات: وإذا كان الكثير يتحدث اليوم عن قطع بعض البدلات عمن هم على رأس أعمالهم.. فان المتقاعد منهم يعاني الأمرين ويعيش ظروفه الصعبة التي حولت راتبه الهزيل إلى حياة لا يعلم بها إلا الله.. وهو ما يتمنى الكثير منهم بان يستمع أصحاب القرار إلى تلك النداءات المتكررة للالتفات لمن خدم وطنه بكل أمانة وشرف وحينها لم يكن الموظف غير القطري يتواجد على هذه الارض إلا في حالات نادرة وبسيطة.. حيث كان أبناء البلد هم الذين يقودون قاطرة البناء والتنمية في شتى المجالات ودون استثناء.. سواء كانوا في شركة النفط بعد كساد الغوص على اللؤلؤ أو ما بعد تلك الفترة التي شهدت طفرة كبيرة في التوظيف واقرار الرواتب والمعاشات حتى جاء صدور قرار هيئة التقاعد التي ما زالت محتارة في كيفية صرف “ بدل السكن “ لكل متقاعد قطري حيث اصبح في مهب الريح بعد ان “ لاعت كبده “ - كما يقول العامة - من طول الانتظار سواء كان من المدنيين أو العسكريين. والالتفات للمتقاعدين المواطنين: يجب أن يكون اليوم بتوصية من الجهات المسؤولة داخل الدولة.. فهم فئة ليست بالقليلة ولكن تحسين حالتهم المعيشية والنظر اليهم بعين العطف بات ضروريا من اجل العيش الكريم مقارنة بالدول المتقدمة الاخرى. ويطالب الكثير بصرف علاوة “ بدل معيشة “ في الراتب التقاعدي.. وكذلك مكافأة شهرية كبدل للاطفال ومن تقل اعمارهم تحت الـ 18 سنة.. مع اضافة نسبة مئوية رمزية من الراتب الاساسي أسوة بما هو متبع في بعض الدول المجاورة لنا التي لا تفرق ابدا بين العامل والمتقاعد في المعاملة بالمثل حفاظا على الثروة البشرية وهو امر في غاية الأهمية. أين خصومات الخطوط القطرية؟: ويناشد الجميع بان تتجه الخطوط الجوية القطرية الى الاهتمام بالمتقاعد المواطن من خلال منحه تخفيضا مباشرا على اسعار تذاكر السفر بنسبة لا تقل عن 30 - 40 % على اقل تقدير انطلاقا من دورها الريادي في خدمة ابناء الوطن. كلمة أخيرة: عندما يتذمر الكثير من رواتب المتقاعدين في هذا التوقيت بالذات فإنهم لا يقصدون الإثارة أو نشر البلبلة داخل المجتمع بل هدفهم ايصال رسالتهم للمسؤولين بغية الاستجابة لهم بما يحقق استقرارهم الأسري وصولا للتغلب على تحديات ومتاعب الحياة. ‏[email protected]