26 أكتوبر 2025
تسجيلهذا الوباء غلف واقع الإنسان بشروطه ونصائح الجهاز السحري "خليك في البيت". أسمى ما كان يملكه الإنسان الحرية، ولكن مع الأسف كان عليه أن ينقاد بدءا من الخوف الذاتي وصولا إلى توجيهات الجهات الرسمية. شهر رمضان مر لا موائد في الأماسي ولا مجال لارتياد المساجد حتى إن أحدهم قد عبر قائلا أصبحنا مثل بهيمة الأنعام نأكل ننام. والأدهى والأمر عندما يستفزك أحدهم فيقول: يا أخي كيف تقضي يومك؟ لا أدري عن أي يوم يتحدث، فالأيام والساعات ذاتها نمط واحد. يتدخل أحدهم كي يبرر انه مفكر هذه فرصة للقراءة، وهنا الطامة الكبرى وكأننا قد خلقنا علاقة تكاملية مع الكتاب، يأتي آخر ويقول: التلفزيون اهم وسيلة في هذا العصر عبر البرامج والمسلسلات تستغرب هل حقا ما يقول؟ هل شاهد البرامج المكررة؟ هل شاهد سماجة الأفكار المطروحة والدراما التي تحمل كما من التفاهة؟ هل يشاهد برامج الكاميرا الخفية أم برامج الطبخ أم بعض مقدمي البرامج الثقافية أو عرض مسرحيات ثم تقديم مئات المرات؟. بعد الفطور يمسك فلذات أكبادك الريموت ما المناسبة؟ انه رامز مجنون هو العاقل ونحن المجانين في كل موسم يضحك على الإنسان البسيط عبر حلقات متفق عليها بأجور يأتي بأشباه المشاهير او بنماذج منحطة. وصرخات البعض في أرذل العمر يبيع كل شيء من أجل لقمة تسد الرمق في آخر أيامه. رمضان موسم، والشاطر من يستفيد، فها هي الراقصة فيفي عبده عفوا الدكتورة والأستاذة الأكاديمية تشمر عن ساعد الجد وتقدم ذاتها كمقدمة، نعم من حقها فذات يوم قدم برنامج تلفزيوني المرحوم شعبان عبد الرحيم، فلماذا لا تساهم فيفي عبده بثقافتها الموسوعية في إكمال عقد اتفاق التفاهة؟!. كان الإنسان العربي طوال شهر رمضان مقيدا بكل تفاهات البعض وأتى العيد، ولم يتغير أي نمط من حياة الفرد، كان رفيقه طوال الوقت هاتفه المحمول، واحلام تداعب مخيلته، متى ينزاح هذا الوباء؟ أم إن الأمر سيستمر؟ وهل يأتي الفرح؟ أم يترنم مع سيد شعراء كل العصور؟ عيد بأية حال عدت يا عيد؟! أما نحن فقد تأملنا الواقع المغلف بكل هذا الإطار من الضحالة والتفاهة.