12 سبتمبر 2025

تسجيل

رحل.. وأتى

03 يونيو 2019

رحل شهر رمضان مدرسة التقوى في بدايته، قال سبحانه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" البقرة: 183، وفي نهايته قال تعالى "كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" البقرة:187 ولم ترحل التقوى. إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى *** تجرد عُريانا وإن كان كاسيا. رحل شهر رمضان ولم ترحل الصلوات - أي المحافظة - عليها في جماعة وخاصة صلاة الفجر. رحل شهر رمضان ولم ترحل الصدقة معه، بل مساحاتها وأبوابها كثيرة، وما أجملها من مساحات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل سُلَامَى من الناس عليه صدقةٌ، كل يومٍ تطلع فيه الشمس: تعدل بين اثنين صدقةٌ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقةٌ، والكلمة الطيبة صدقةٌ، وبكل خطوةٍ تمشيها إلى الصلاة صدقةٌ، وتميط الأذى عن الطريق صدقةٌ)). رواه البخاري ومسلم رحمهما الله. رحل شهر رمضان شهر الصيام والقيام ولم يرحل معه الصيام والقيام، فعن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم " أفضلُ الصيام بعدَ رمضان شهر الله المُحرَّم، وأفضلُ الصلاةِ بعدَ الفريضة صلاةُ اللَّيْل". رواه مسلم رحمه الله. وأتى.. العيد.. عيدكم مبارك وعساكم من عوّاده.. وتقبل الله طاعتكم قيادة وحكومة وشعباً ومن يقيم على أرضها الطيبة أرض الخير -دولة قطر- يحفظها الله. وأتى العيد ودولة قطر- يحفظها الله - أيامها بإذن الله أعياد وأفراح واستقرار وأمن وأمان ونهضة وتقدم وتحقيق لرؤية 2030، رغم الحصار الجائر الغادر ، لم يقيموا لدين حرمة، ولا لشرع احتراماً، ولا لأخلاق ولا أعراف ولا تقاليد عربية وإسلامية مكانة، فأمتنا ومجتمعاتنا لم ترَ مثل هذا الغدر والدناءة والبذاءة والتطاول على الأعراض والأذى بكافة أنواعه من قبل زعماء الغدر وذبابه الإلكتروني القذر، فقد ورد عن الإمام قتادة رحمه الله قوله " فإياكم وأذى المؤمن، فإن الله يحوطه، ويغضب له". وأتى العيد وأمتنا تحمل الكثير من الآلامَ والمصاعب بل وتزداد عليها من القريب الرويبضة قبل البعيد العدو، ولكن الفرج قادم بإذن الله، وهذه سنة من سنن الله تعالى "لا بد من الشدائد" وستزول هذه الرويبضة المجرمة عدوة الإسلام والمسلمين، قال سبحانه "حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ". يوسف:110 "ومضة" رحل شهر رمضان، وسيأتي رمضان وعيداً آخر، ولكن نحن يوماً سَنَرْحَلُ وَيَبْقَى الْأثَر.. فما عسى أن يكون هذا الأثر؟. انتهى الدرس...!. [email protected]