17 سبتمبر 2025
تسجيلشقت دولة قطر طريق مجدها بكل عنفوان وكبرياء، وشمرت قيادتها وشعبها وكل من يقيم على أرضها السواعد لإكمال مسيرة النهوض الحضاري الذي بدأه الأمير الوالد سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ليمسك الراية شاب آمن بالله والوطن وقدرات شعبه، ويجسد مقولة خير خلف لخير سلف وليعلي البناء والعمران، وقبلها واهمها بناء الانسان القطري التواق لمعانقة الشمس كي يستمر الوطن العزيز بضيائه وكبريائه. ونحن نستذكر عاماً من الحصار الظالم على قطر وشعبها، فاننا نقف عند غدر الغادرين الذين عملوا على قتل روح المحبة بين أبناء الشعب العربي لدول الخليج العربية من خلال مؤامرة قذرة دبرت بليل مظلم وفبركة قصة من قصص الخيانة والتآمر وتجنيد الماكينة الإعلامية للنيل من مكانة قطر العربية والإقليمية والدولية، فرد الله كيدهم في نحورهم. إن الدول التي تحاصر قطر فشلت في تحقيق ما كانت تصبو إليه، وهو تغيير النظام أو إجباره على إحداث تغييرات، لا يعقلها من يمتلك عقلاً يعيش في عالم متحضر. لقد جعل الحصار دولة قطر تتقدم وتتغير للأفضل ولم تتنازل عن سيادتها..عام مر علينا بحلوه ومره والحمد لله تجسد هذا العام بأجمل صور الشموخ والصمود في وجه الحصار الفاشل، ونحن بألف خير من دونهم كما قال تميم المجد. إن تماسك القيادة والشعب جعل من هذه الازمة خنجراً في صدور قادة دول الحصار، وأصبحت هذه الازمة التي بنيت على الكذب والفبركة عارا على هؤلاء القادة لن ينساها التاريخ الى ان يرث الله الارض ومن عليها. دول الحصار استهانت بقوة قطر وامكانياتها الكبيرة، ونست انها امام دولة تمتلك جميع وسائل القوة الناعمة اليوم، من اعلام دولي إلى استثمارات كبيرة منتشرة في الغرب والشرق، الى جانب البنى التحتية الرياضية وإعلام رياضي مؤثر، وغيرها من مقومات النصر. الحصار وسيلة الظالمين عبر التاريخ يلجؤون اليه بعد ان يفشلوا في مقارعة اهل الحق بالحجة والبرهان، لان الباطل لا حجة له ولا برهان... فعلتها قريش من قبل عندما حاصرت النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ثلاث سنوات في شُعب ابي طالب في كل مناحي الحياة تماما كحصار قطر. وعاشت الأزمة فصولا عدة من التصعيد، كان أخطرها ما كشفه أمير الكويت خلال زيارته العام الماضي إلى واشنطن، عندما أشار إلى أن الدول الأربع كانت تنوي القيام بعمل عسكري ضد قطر، وهذا ما أكده الكثير من المراقبين. من ان الأزمة بدأت بتصعيد سياسي واقتصادي وعسكري من الدول الأربع ضد قطر، توجته بحملات إعلامية موجهة عبر وسائل إعلامها تارة، ووسائل التواصل الاجتماعي تارة أخرى، كما لم يسلم أبناء دول الحصار من حالة الترهيب والاعتقال لكل من يدلي برأي معارض للحصار، حيث اعتقل المئات من هؤلاء في الدول الأربع بتهمة التعاطف مع دولة قطر. واستمرت الحياة وظلت العجلة الوطنية القطرية تدور بكل ثقة وثبات في كل الأصعدة والميادين وأعلنت قطر عن أكبر موازنة في تاريخها بلغ حجمها 203 مليارات دولار، على الرغم من الضرر الكبير للحصار ليس على قطر بل وعلى دول الخليج، فإنه شكل مناسبة لتمتين الجبهة الداخلية القطرية عبر صهر القطريين وكافة الجنسيات المقيمة على أرضهم في منظومة وطنية، حولتهم من شعوب إلى أمة واحدة. لقد أعاد العام الأول للحصار إنتاج الدولة، كما أعاد تشكيل الوعي الوطني، فالمواطن القطري بعد الحصار يختلف عنه قبل الحصار، وأصبحت لقطر صناعة وطنية، إلى جانب ازدهار الزراعة بشكل كبير، فضلاً عن الاهتمام الواضح بالثروة الحيوانية والمنتجات عالية الجودة لسد احتياجات المواطنين والمقيمين. الحصار جعل قطر تنفتح أكثر على العالم وجعلها تدعم منتجاتها الوطنيه وتعتمد على نفسها، بعض الازمات تتحول إلى فوائد واكتشاف للذات ولو قطر ضعيفة لكان سقوطها حتميا لكنها قوية وسر قوتها تكاتف ابناء شعبها للحفاظ على كيانهم وسيادتهم.