18 سبتمبر 2025

تسجيل

لتكبروا الله

03 يونيو 2018

قال تعالى: (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ) يقول الطبري: ولتعظموا الله بالذكر له بما أنعم عليكم به من الهداية التي خذل عنها غيركم. وقال تعالى (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) قال القرطبي: عظمه عظمة تامة، يقال: أبلغ لفظ للعرب في معنى التعظيم والإجلال: الله أكبر أي وصفه بأنه أكبر من كل شيء. يقولُ الحافظُ ابن حجرٍ: “التكبيرُ ذكرٌ مأثورٌ عند كل أمرٍ مهُول، وعند كل حادثِ سُرور، شُكرًا لله تعالى، وتبرئةً له — عزَّ شأنُه — عن كل ما يَنسِبُ إليه أعداؤُه، تعالى الله عما يقولُ الظالِمون الجاحِدون علوًّا كبيرًا”. وهذه الكلمة يقولُها المُسلم في اليوم والليلة: في الأذان والصلاة وأذكارها وفي أذكاره المتنوعة مئات المرات. يقول ابن تيمية: “وقد شُرع التكبيرُ على الهداية، والرزق، والنصر؛ لأن هذه الثلاث أكبر ما يطلُبُه العبدُ، وهي جِماعُ مصالِحه”. إن التكبيرُ إعلانٌ لعظمَة الله، وإذعانٌ لكبريائِه، فهو الكبيرُ الذي لا أكبرَ منه، الملكُ الذي كلُّ شيءٍ خاضِعٌ له. قال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ). إن تكبير الله عز وجل بالقلب واللسان يقتضي من المسلم الاستسلام الدائم لله عز وجل في أحكامه في كل وقت ومكان. قال ابن القيم رحمه الله: "تعظيم الأمر والنهي ناشئ عن تعظيم الآمر والناهي، فإن الله تعالى ذم من لا يعظم أمره ونهيه فقال (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا). إن التكبير استشعار لعظمة الله وجلاله وقوته وبطشه فيتواضع العبد لربه ولا يتكبر على خلقه وفي تكراره تجديدٌ لعهد الإيمان، وتقويةُ الميثاق الغليظ، والارتِباطُ بالله العليِّ الكبير والجبَّار المُتكبِّر. إن تكبير الله أن يطاع فلا يُعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر.. إن التكبير في حقيقته يعني أن يكون الله أكبر في البيوت وفي الأسواق وفي الأعمال وفي الاقتصاد وفي السياسة والحكم وفي جميع شئون الحياة، فلا يعلو على أوامر الله عز وجل وأحكامه شيء وإلا فما معنى قولنا "الله أكبر"؟!