11 سبتمبر 2025
تسجيلفي بلدي العديد من نجوم الثقافة والفكر.. ولكنهم يتوارون خجلاً.. إنهم بخلاف بعض النماذج التي تلاحق الأضواء في كل مكان وفي كل مناسبة مثل الفراشات.. الشيخ عبدالعزيز بن صالح الخليفي.. هذا العالم الجليل الموسوعي.. شعراً ونثراً.. يملك رصيداً هائلاً من الثقافة في شمولية الكلمة.. مع الأسف مبتعد عن الأضواء.. مع ما يملك من ذاكرة شعراء وأدباء هذا العصر.. في كل لقاء، اكتشف تواضعه الجم، وهو مع هذا الزخم من الفكر يعيش في عالمه ولعالمه.. بين الكتب والدراسات.. إنه صورة قلمية لتواضع العلماء.. وأمثاله من أبناء هذه الأرض الطيبة كثير، نموذجه الآخر شقيقه سعادة الدكتور عبدالله بن صالح، نموذج آخر من نماذج التواضع، تواضع الثقافة، كيف، وهم ثمرة الوالد المرحوم مبارك بن صالح الخليفي وسليل أسرة ارتبطت بالشعر والثقافة، بدءاً بماجد الخليفي الشاعر المرحوم مروراً بالأديب الأريب يوسف الخليفي، وصولاً إلى ماجد بن صالح الخليفي القابض على جمر الشعر والرواية، هؤلاء وغيرهم نتاج شجرة وارفة الظلال سلمت القيادة للإبداع الإنساني وسلمت التواضع والإيثار لكل الأجيال، نماذج نفتخر بها، ولكن أتوقف قليلاً.. ذلك أن الثروة الفكرية المتمثلة في ذاكرة شيخنا عبدالعزيز بن صالح لماذا يحرص على اغلاقه، لماذا وأنا أعرف كم يملك من ثروات، سواء في مخزون الذاكرة أو الكتب والمراجع والدراسات والبحوث، لماذا لا يشمر عن ساعد الجد وينشرها، أعرف مقدار كرمه الحاتمي، فلماذا يبخل علينا بهذه الثروة، اتذكر وأنا طفل عندما كنت اقوم بزيارة منزل جده العامر، الوالد مبارك بن صالح، الدواليب الذاخرة بكتب ودراسات، وهذا الكنز ولاشك قد ورثه الحفيد عبدالعزيز، أنا أعرف انه يقلب في سفر الشعر، ويحتفظ بالعديد من الدواوين لشعراء من قطر، اتمنى أن يسهم هذا المفكر في رفد المكتبات القطرية بما يملك، وخاصة أن هناك جهات تهتم بنشر الإبداع القطري، شعراً ونثراً سواء الجهات الرسمية أو عشاق الأدب والفكر.إن الشيخ الجليل عبدالعزيز بن صالح الخليفي وأشقاءه نماذج لإعلام في هذا الوطن وللفكر، كيف لا.. وقد ارتوا من معين لا ينضب.. وحصدوا الإرث المرتبط بكيان الأسرة، لذا فقد تحولوا إلى نماذج نفتخر بمنجزاتهم في كل ما يتعلق بثقافة وفكر وإبداعات هذا الوطن.