15 سبتمبر 2025

تسجيل

للمتأففين مع التحية!

03 يونيو 2013

* لاحظت تأفف بعض الكتاب من حجم (العمالة الوافدة) ونقد ذلك بطريقة غير لائقة ولم يبق إلا أن يكون العنوان القادم (إلحقوا التتر هجموا على قطر)! ولهؤلاء الكتاب تحديداً أسأل سؤالاً بدون لف ولا دوران، هل تقبلون أن تشتغلوا أو أحد أبنائكم (خباز؟ خياط؟ سائق تاكسي؟ حمَّال في الشبرا؟ عامل شاي؟ عامل نظافة في شركة؟ نجار مسلح؟ مبلط سيراميك؟ بوي يمسح عربيات؟ سباك حنفيات وبلاعات؟ نقاش بوية ودهان حوائط؟ عامل على شيول؟ عامل على حفار تحت شمس حرارتها 48 درجة؟ بَناء يرص الطوب فوق الأسمنت بالأبراج؟ مزارع؟ بياع خضار أو سمك في السوق؟ عامل بالبلدية يكنس شوارع الدوحة، حارس شركة، أو برج، أو بنك). أنا واثقة من أن الجواب لا وألف لا، فهذه وظائف (دنيا) لها ناسها! وما دام لتلك الوظائف ناسها التي تليق بهم ويرضون بها شاكرين الله راضين لماذا لا يُنظر للعمالة الوافدة بدل الاستجارة منها على أنها اليد الشقيقة التي تساعد، وتبني، وتجمل، وتجلب الفرح مع كل إنجاز يتم، ويعلو، ويخطف الانتباه، لماذا لا يكون الشكر بدل التأفف، وتكون التحية بدل الغمز واللمز، والتقدير بدل الإهانة، والامتنان بدل المنة؟ لماذا لا تكون (شكراً) هي التقدير لكل يد شاركت في بناء صرح قطر الحديثة على كل صعد النهضة؟ لماذا لا تكون التحية لكل من قبل أن يعمل ما رفضنا نحن عمله لتكون قطر الأجمل، والأبهى، ولا أنسى أن أذكر المتأففين من العمالة أن يراجعوا ميثاق (مؤسسة قطر) الذي وجد من أجل حماية العمالة الوافدة ورعايتها وهذا الميثاق في حد ذاته أسلوب أخلاقي راق لقيادة تؤمن بشراكة كل يد وافدة في عملية التنمية والبناء، وعلى قدر ما فيه من التقدير والرعاية على قدر ما تتعارض معه نظرة البعض العجيبة للعمالة الوافدة حاليا أو تلك التي عاشت عقوداً في قطر تعمل وتخلص، وتؤدي عملها بمنتهى الأمانة، بعضها عاش قدر ما عاش مهاجراً من وطنه الأم عقوداً إلى أن حمله نعش ليكون مثواه في (أبوهامور) ولن أقول (دفن غريبا) فمن عاش ثلاثين أو أربعين أو أكثر من عمره على أرض قطر صعب أن يسمى غريبا! ولا أنسى أن أذكر أخوتنا الكتاب المتأففين بأن قبول مواليد قطر للعمل بوزارة الداخلية في مواقع مختلفة وإعفاء مواليد قطر عند التعيين من ورقة الصحيفة الجنائية، ورعاية الفلسطينيين من مواليد قطر بعدم بترهم من وظائفهم لظروفهم الخاصة، كلها أمثلة للتقدير، والعناية والرعاية التي توليها قيادة قطر حفظها الله للبشر الذين وجدوا في قطر وطناً تماماً كوطنهم فعاشوا عقودا فيه وماتوا فيه. طبقات فوق الهمس * لماذا يتم تجنيس أساتذة، ودعاة، وقضاة، ولاعبي كرة قدم، ومستشارين وأطباء، إنه تقدير خاص من القيادة وأيضاً ثقة. * أيادي الخير الطيبة لا تنتظر (شكراً جزيلاً) على ما قدمت لتخفف ألماً، أو تواسي مهموماً، أو ترفع ظلماً، ذلك لأن ابتهاجها الحقيقي يكمن في نجاحها بإدخال الفرح لقلب موجوع. * وعكة المرض هي الوعكة الوحيدة التي تجعلك تقدر ما كان لديك من ثروة الصحة التي ما حسبتها يوماً أغلى ما تملك. * عندي حاسة سابعة تثبت لي من مواقف عدة أن العيون أكثر صدقا من البشر، فهي لا تخفي حباً ولا بغضاً، إما أن تقول لك دون مواربة (أنا أحبك) أو (ما بي أشوف رقعة وجهك). * كيف نطلب ود الناس ومشاركتهم أفراحنا، ونحن لم ندفع يوماً مهر هذا الود بكلمة أو موقف، أو تصرف؟! * إذا لاحظت أن أحداً يخفي عليك أنت بالذات شيئاً يخصه، رغم قربك، فاعلم أنه يخاف عينيك الكاشفتين العارفتين بعوراته، ولسانك الذي لا يداري على نقيصة. * إذا تحول أي مسؤول إلى (طاووس) لا خطأ عليه إنما الخطأ على حملة المباخر والكورال المنشد دائماً أبدا لحن (عبحليم يا سيدي أمرك.. أمرك يا سيدي). * جميل أن نؤمن بأن كل شدة تأتينا برعودها وعواصفها لا تلبث أن تمطرنا بعد العسر فرحاً وفرجاً. * حكاية لمن يهمه الأمر.. لكي يحصل على الوظيفة المطلوبة فصلها على نفسه من حيث الشهادة، وسنوات الخبرة، والمهام المطلوبة ليتفوق ببياناته على أي متقدم ويتمكن من إزاحته! السؤال من أين جاء بكل هذه الجرأة؟ ثم أين ما يسمى بالشفافية؟! * مشارب مختلفة، طباع مختلفة، بيئات مختلفة، ثقافات مختلفة، نفسيات مختلفة، تربية مختلفة، كيف لأي مدير في أي موقع أن يوائم بين كل هذا الخليط العجيب دون أن يحتاج لصبر أيوب؟ * إذا اختل ميزان المبادئ، فانتظر ما لا تتصور. * بمال الدنيا كلها لا يمكن أن تشتريه.. إنه الاحترام.