12 سبتمبر 2025

تسجيل

موسى عبدالرحمن.. ذكرى رحيل مبدع

03 مايو 2021

على أرض قطر الحبيبة عاش الكثير من المبدعين والمبدعات في شتى مجالات الحياة، وكانوا نعم السفراء لوطنهم، فاخلصوا له بإنجازات ومساهمات لا يمكن إغفالها أو نسيانها في شتى الظروف. حيث وصل بعضهم إلى مستوى القمة، والبعض الآخر سجل بصمته في مجاله، لكي تتعلم من تجربته أجيال الحاضر والمستقبل الدروس تلو الدروس، كما أن الكثير منهم نقل نفس الإبداع لأبنائه، لكي يسيروا على خطاه ويشقوا نفس الخط بكل ثقة واقتدار، ومواصلة مواجهة التحديات دون يأس أو تردد، فشقوا طريقهم بهمم عالية وروح قتالية لا مثيل لها من أجل غدٍ مشرق. من هؤلاء المبدعين الذين تركوا بصمتهم في مجال الحركة المسرحية المبدع "موسى عبدالرحمن" أحد أبرز الرواد الذين ظهروا في هذا الميدان منذ نعومة أظفاره، ولنا وقفة مع سيرته ومسيرته الإبداعية عبر هذه السطور التي نتذكر في هذه الأيام ذكرى رحيله عليه رحمة الله. البداية مع التربية المسرحية ما زلت أتذكر "موسى عبدالرحمن" عندما كان مشرفاً على التربية المسرحية أثناء دراستي في المرحلة الابتدائية والإعدادية، حيث علمنا فن التمثيل من خلال المدرسة، فكان نعم المربي والمهتم بطلابه لتخريج كوكبة من الممثلين من طلاب مدارس قطر في فترتي السبعينيات والثمانينيات بشكل خاص، كما كان المبدع الراحل أكثر التزاماً في عمله من خلال حرصه الشديد على تأهيل جيل متعلم لفن المسرح عبر المدارس وهو ما تحقق له بالفعل، حيث نجني ثمار ما زرعه في الكثير من نفوس الطلبة، الذين غدوا اليوم من نجوم الحركة المسرحية في قطر، وكان موسى أحد روادها عندما أسس لنا مدرسة مثالية في التمثيل والدراما سواء في الإذاعة والتلفزيون أو من خلال خشبة المسرح. سيرة حافلة بالعطاء موسى عبدالرحمن موسى آل إسحاق رحل عن هذه الحياة في شهر مارس 2017 م عن عمر ناهز حوالي 68 عاماً، وهو من مواليد عام 1949 م، ويعد مؤسس فرقة الأنوار المسرحية عام 1961 م، التي استمرت لعام واحد فقط، ثم اتجه بعد ذلك لتأسيس الفرقة الشعبية للتمثيل عام 1969 م، حيث تخرجت فيها الكثير من الأسماء في التمثيل المسرحي، وأسهم هؤلاء في تكوين المسرح القطري بشكله الحقيقي فيما بعد، وقدمت هذه الفرقة العديد من الأعمال منذ تأسيسها حتى تم دمجها مع "فرقة المسرح القطري" عام 1994 م. والمبدع موسى عبدالرحمن حاصل على درجة البكالوريوس تخصص "تمثيل وإخراج" من المعهد العالي للفنون المسرحية في دولة الكويت الشقيقة. ولا يمكن أن ننسى تكريم الدولة له في عام 2012 م، وكذلك عام 2010 ضمن مهرجان الدوحة عاصمة للثقافة العربية. وقدم الفقيد الراحل الكثير من الأعمال المسرحية الخالدة، منها على سبيل المثال لا الحصر: - يحيا الملك - بنت النوخذا - الدكتور بو علّوص - خميس في باريس - بنت المطوع.. وغيرها. وقدم كذلك بعض الأعمال التلفزيونية مثل: - الكاميرا الخفية (1992 - 1993). - فوازير "صار وش كان" (1994). كلمة أخيرة المبدع القطري يستحق منا بالفعل لمسة وفاء، ومن واجب الجهات الثقافية أن توثق مسيرة أمثال هؤلاء لخدمة الأجيال القادمة وتبيان دورهم الخالد في المسرح والتمثيل، فهل نبدأ هذا المشروع الوطني الضخم من الآن؟. [email protected]