08 أكتوبر 2025

تسجيل

الصين تتسلم القيادة والعالم مشغول

03 مايو 2020

في اللحظات التي ينشغل العالم فيها بوباء كورونا تنطلق مبادرات في الصين تشي بأن قيادة العالم انتقلت للصين، فمن خلال تلك المبادرات تطمح الصين لوضع المعايير لتقنيات المستقبل فتكون بذلك قد أحكمت قبضتها على مداخل المستقبل، فمبادرة البلوك شين العقود الذكية وما يتبعها أصبحت واقعاً حيث إن اعتماد تقنيات البلوك الشين هي ما ينتظره العالم للنقلة القادمة في الاعمال حيث ان هذه التكنولوجيا تعد بأعمال آمنة من القرصنة و سوف ترفع من كفاءة سير الاعمال من حيث التوثيق فليس هناك حاجة للوسطاء، فكل الاعمال تتم من خلال شبكة البلوك شين من الدفعات الماليه الى تحقيق العقود بتلقائية، مثال في حال تم التوافق بين فريقين لشراء دواء ونص العقد على تسليم الدواء في تاريخ معين و تحت شروط معينة منها درجة الحرارة العليا و الدنيا ، وفي حال ارتفعت الحرارة عن حد معين مثلاً ٢٦ درجة مئوية و وضعت في حاوية ترفق بها شريحة استشعار في حال تجاوز الحرارة المتفق عليها تقوم الشريحة بإرسال ذلك التجاوز تلقائياً تقوم شبكة البلوك شين بإلغاء العقد و ترجع المبالغ لصاحبها، إذاً و بداية وبشكل تلقائي تقوم الشبكة ذاتياً بوضع حساب وسيط يجمع المبلغ و لكن لا يتم صرفه للجهة الموردة إلا في حال تم التسليم و في المثال لا يتم التسليم إلا بتوفر الشروط كل هذا يتم تلقائياً و بدون تدخل طرف آخر ، العملية مضمونة لكلا الطرفين فالشاري لا يستطيع استرداد المبالغ المدفوعة إلى في حال عدم التقيد بالعقد والبائع لا يستطيع تسلم المبالغ إلا في حال تم الالتزام بالعقد ، الضامن هنا هو شبكة البلوك الشين اي لا وسطاء ولا شكاوى ولا محامون ولا محاكم ولا بنوك ولا تكلفة ، بالإضافة لكون شبكة البلوك شين هي البنية الاساسية للعملة الرقمية و ما ادراك ما العملية الرقمية التي ستمكن الصين من اختراق النظام العالمي المالي و تصبح هي من يدير النظام المالي او على الاقل هي العضو الاهم المحدد للمعايير و اشتراطات مفاهيم التوافق بين مختلف التقنيات وأجهزة المستقبل، بإمكانكم تصور مدى خفض التكاليف و الوقت و الهموم فالكل ملتزم ولا واسطة ولا غش و لا رشوات ، ولذلك فالبائع حقه مضمون فكلا طرفي العقد ملتزمون كلية، و الشبكة مؤمنة لا يمكن قرصنتها او تغيير بنود العقد ، لذلك فإن البلوك شين هي الخطوة القادمة لتطور الاعمال ، لكن تحتاج لتقوم بدورها ما يسمى إنترنت الأشياء و هذا يعتمد على ٥ج و كلتا هتين التقنيتين تتفرد بتطويرهما الصين، و تزامنا مع هذا التطور هناك مبادرة اخرى من قبل القطاع الخاص و هي انشاء مطار للطائرات ذاتية القيادة، لبداية عمل التاكسي الطائر و هذه نقلة أخرى تواكب النقلات المتتالية مما يجعل مسألة تقدم الصين قائمة الآن، هنا ايضاً تملك الصين الريادة في هذه التقنية ، لذلك فمن الواضح ان الحرب التجارية التي كانت تستهدف تأخير الصين او عرقلة جهودها فإن فيروس كورونا قد اطلق تلك الجهود خاصة ان الصين اكتسبت قوة ناعمة ستمكنها من الدخول للأسواق دون مقاومة وما كانت تهدف له امريكا من دعم اوربا او بعض دول العالم لن يكون ممكننا بعد الجائحة و ما قامت به الصين اولاً قدرتها على إدارة الازمة بشكل تفوقت فيه على الغرب و امريكا و من ثم قدمت يد المساعدة الانسانية فيبدو أن الطريق اصبح معّبدا ، فعندما يستفيق الغرب بعد الوباء سيجد ان الصين قد خطت خطوات يصعب مجاراتها ، ولذلك فلابد للغرب من مواكبتها، و الصين تعتبر احد اهم مراكز تطوير الذكاء الآلي والهواتف النقالة والسيارات الكهربائية والقطارات السريعة وغيرها من التقنيات التي تمكنها من امتلاك اطراف التطورات التقنية ، بالإضافة لاحتوائها على اهم المراكز العالمية في تصنيع الشرائح و التجارة العالمية و رؤوس الاموال فتايوان المركز الاهم لتطوير الشرائح الالكترونية وهونج كونج من اهم المراكز المالية ، اذاً الصين تملك اليوم كل اركان النهضة وستبني حضارتها لتعطي الإنسانية نموذجا آخر للحضارة مغايرا للحضارة الغربية.