19 سبتمبر 2025
تسجيلالزمان هو الجمعة الفائتة.. المكان وسط لندن، مقر إقامة رئيس أعظم دولة في العالم اليوم، السيد أوباما وهو يزور لندن ضمن جولة خارجية له، حيث حضر اجتماعاً في الرياض ثم طار إلى لندن وواصل زياراته لأوروبا.كان ذاك هو الزمان والمكان.. فأما الحدث هو استعداد أوباما للتنقل من مقر إقامته لزيارة ملكة بريطانيا وزوجها.الانتقال بالطبع لم يكن بالسيارات المصفحة، لكن بطائرة هليكوبتر رئاسية مجهزة، ومعها كذلك مروحيتان!.لا غرابة في المشهد كله حتى الآن، لكن الغرابة تكمن هاهنا، حيث إن مقر إقامته في مكان لا يبعد عن أكبر مساجد لندن سوى بضعة أمتار، واليوم جمعة، والمسجد مليء بالموحدين، ما بين مصل وقارئ للقرآن وذاكر ومستغفر، فيما مروحية أوباما تستعد للإقلاع مصدرة صوتاً رهيباً لا تكاد بسببه تسمع صوت من معك، ورغم ذلك لم يخرج أحد من المسجد ولم يهتم بالأمر أحد.الأغرب أنه لم يكن المسجد محاطاً بالأمن ولم يتم منع المصلين من الصلاة مثلاً حتى يطير الرئيس، وفوق كل هذا، يأتي الانجليز بأوباما ليقيم بجانب مسجد كبير، وهو الذي تصدر عن إدارته وسياسيين آخرين تصريحات مزعجة مسيئة عن المسلمين واتهامهم بالإرهاب، بل يتطرف بعضهم إلى درجة اتهام الاسلام نفسه كدين يحث على الإرهاب والعداء!.يعترف الإنجليز إذًا والأمريكان بأن الإسلام دين عدالة ورحمة وبصورة عملية، سواء كان أمر الاستضافة ذلك عن قصد أم دون قصد، ويعترفون كذلك بأن النسبة الغالبة من أتباع هذا الدين العظيم ليسوا كما في إعلام الدولتين، فلقد كان بإمكان الإنجليز استضافة أوباما في أي موقع فخم يليق به، فلماذا بجانب مسجد كبير سيأتيه عدد كبير من المسلمين يوم جمعة؟ فإن كانوا كما في إعلام الدولتين، فما أسهل استهداف أوباما حينها، لكن طار الرئيس إلى مهمته بسلام، فيما واصل المصلون أذكارهم في أجواء يصنعها هذا الدين السمح، حتى جاء الإمام ليكمل شعائر الجمعة، وكأنه لم تكن -قبل قليل- طائرة أشهر رئيس بالعالم بقربهم، فلهم دينهم ولنا دين.