17 سبتمبر 2025

تسجيل

عواصف الحزم تسند نسائم الدعم

03 مايو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لسنوات طوال والمواطن في دول مجلس التعاون الخليجي يرى أقزام السياسة يتطاولون على شعوب دول المجلس وحكوماته بالتصريحات والدسائس وعمليات التخريب الناعمة ويشعر بالألم ولسان حاله يتساءل: كيف يمكن السكوت على هذا العبث؟.نعم، الحكمة والدبلوماسية ونهج تجنب ويلات الحروب أسباب مفهومة ومقبولة من قبل مواطني دول مجلس التعاون لتحمل دول المجلس مغامرات شذاذ الآفاق هنا وهناك ولكن حين يتحول كل ذلك إلى مؤامرة من أطراف في الإقليم تريد تحقيق مكاسب تتعلق بالجغرافيا والحكم والأمن الإقليمي كان لابد من رد قاس وموجع من حكومات دول مجلس التعاون باسم شعوبها فكانت عاصفة الحزم.ولكن يبرز تساؤل هنا: هل عاصفة الحزم هذه التي منعت أقزام السياسة من التعملق ستنتهي بعد استقرار الأوضاع في اليمن ثم تعود "حليمات" الإقليم لعادتهن القديمة؟ أم أن صناع السياسة الخارجية في دول مجلس التعاون سيعون الدرس اليمني جيدا فيكونوا كما المؤمن الذي لا يلدغ من الجحر مرتين؟.هي عاصفة يؤمل أن تكون جاهزة دوما لتهب، إن لم تنفع نسائم الدعم في ردع من يتطاول, لتقتلع كل أفاعي الأرض وعقاربها وذئابها وثعالبها عن الخليج العربي وعن حدوده ، فعند بقاء وأمن هذا الخليج ليس هناك "منطقة وسطى بين الجنة والنارِ" كما يقول شاعر القومية العربية نزار قباني والذي خانته القومية فيما بعد حين ارتدى بعض دهاقنتها ثياب الذل والتبعية طمعا في حُكم ونفوذ على شعوب منهكة ومحطمة.راهنوا على خلاف هنا وهناك بين دول في مجلس التعاون الخليجي ليتغلغلوا عبره إلى اليمن خاصرة هذا الخليج، وظنوا أن الرفاهية ورغد العيش الذي تتنعم به دول مجلس التعاون سيجعل شعوبه في حالة من الخوار والضعف فكانت رهاناتهم الخاطئة والتي صدق فيها قوله تعالى "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور" ﴿سورة الحج 46﴾.فات شذاذ الآفاق هؤلاء عبقرية الزمان والمكان في هذا الخليج فلا البرتغاليون ولا العثمانيون ولا الفارسيون ولا البريطانيون ولا كل قوى الهيمنة الدولية والإقليمية استطاعت أن تنزع هذه الغترة والعقال من هذه الجباه المؤمنة فاستمر الثوب والدشداشة والكندورة في عالم تتصارع فيه الأيدولوجيات وترتدي أفكارا مسمومة، وتنتشر فيه أزياء براقة وحديثة لكنها في حقيقتها باهتة ومصطنعة.تجاوز هذا الخليج كل تلك الدسائس وعبرها ليستمر كما هو منذ نشوء نظم حكمه الحالية قبل ثلاثة قرون، أرضا تتحمل الجدب والشح إلى أن يظهر الخير، وشعوبا تسجد لله وترفض الهوان وتسعى لأن تكون في مقدمة الركب الحضاري بالفعل لا بالشعارات، وأنظمة حُكم أتت من رحم هذه الشعوب فكانت منها وفيها، تتعامل مع شياطين وأبالسة السياسة الدولية والإقليمية بصبر ودهاء وحكمة وحزم ومحركها الأساسي الحفاظ على السيادة، والقرار المستقل، وتجنيب شعوبها ويلات الحروب والصراعات، وترحب في الوقت نفسه بكل من يبني ولا يهدم في أراضيها طالبا للرزق ومعمرا للأرض.لسنوات طوال وشعوب وحكومات هذا الخليج يتحملون فهما مغلوطا وإساءات متكررة تسكن عقلا سياسيا هنا أو مخيلة فنان يدعي الإبداع هناك.وعلى مدار عقود كان الخليجيون يترفعون عن الرد على هذه الصغائر ليكسبوا بحسن العشرة المنصفين من السياسيين والمفكرين، فهذا الخليج في النهاية أرض التسامح والسلام ولا عجب فهنا مكة المكرمة قبلة المسلمين، وهنا المدينة المنورة حيث يرقد خير البرية صلى الله عليه وسلم، وهنا كويت الإنسانية، وإمارات التطور، وعمان العراقة، وقطر التمدن، وبحرين الإخاء والطيبة.بهذا الخليج نفتخر، فالوردة يحميها السيف ، والنخلة لا يطولها الأقزام، والكرامة سور لا يُدك، والحرب دواء مر لا يسقى إلا لكل سقيم سكنت مخيلته أحلام من التوسع والعدوان.