16 سبتمبر 2025
تسجيليعد سعود الفيصل اقدم وزير خارجية في العالم، حيث تولى مهام هذه الحقيبة في المملكة العربية السعودية خلال الفترة ما بين (1975 — 2015) وهي فترة طويلة للغاية لكونها امتدت على مدى أربعة عقود من الزمن، حيث يعد ثاني وزير خارجية في تاريخ السعودية بعد والده الشهيد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود (1906 — 1975) الذي كان وزيرا للخارجية بالإضافة لمنصبه كحاكم للمملكة ما بين (1962 — 1975).وهو الوزير الذي عاصر أربعة حكام من حكام المملكة العربية السعودية وهم على التوالي:— الملك خالد— والملك فهد— والملك عبدالله— والملك سلمان.سعود الفيصل بشخصيته الفذة ودبلوماسيته المعهودة التي اكتسب صفاتها من والده الملك فيصل — رحمه الله — ومن يعرف والده جيدا يعرف ابنه سعود الذي تميز بهدوئه وعدم الغضب إلا في المواقف التي تستحق الغضب.سوف يسجل التاريخ المعاصر للدبلوماسية العربية أفول أحد نجومها الذي اعطى الكثير للسعودية وللقضايا العربية والاسلامية والعالمية، وعدم السكوت عن الحق ورعاية مصالح الأمة.وما ثورات الربيع العربي التي اجتاحت الشارع العربي مع نهاية سنة 2010 م إلا أبرز الشواهد التي تشهد على فطنته وذكائه، وكان يصرح دائما بأن الشعوب العربية لا تبحث عن التغيير إلا اذا كانت صادقة في البحث عن العدالة ونيل حقوقها كاملة دون نقصان، وكان حكيما عندما تحدث عن العدوان الاسرائيلي على لبنان وتصدي " حزب الله له " له سنة 2006، حيث أعلنها صراحة لا تلميحا بان هناك لعبة سياسية كبيرة يديرها هذا الحزب لتحقيق بعض المصالح التي ستنعكس سلبا على جميع البلدان العربية في المستقبل، ولم يرحب بمقولته تلك في ذلك الوقت، ولكنه صدق في مقولته، وانظروا اليوم الى ما يحدث في سوريا ولبنان والعراق وليبيا والانتقال السياسي الملتبس في مصر وأخيرا أحداث اليمن، حيت انتشرت الطائفية وتشتت العرب.وحول أحداث العراق سنة 2003 م كان كثيرا ما يحذر الفيصل من انتشار الفوضى في هذا البلد العربي ذي الموقع الجغرافي المهم والمجاور لدول الخليج العربية، وقد علق على زعزعة هذا البلد وهو يوجه كلامه عبر التلفزيون البريطاني قائلا: " إذا كان التغيير سيأتي بتدمير العراق فأنتم تحلون مشكلة وتخلقون خمس مشاكل أخرى ".ورغم مرضه في الفترة الأخيرة إلا انه كان متوقد الذهن وواعيا لما يقوم به من دور لقيادة المملكة حتى في اسوأ الظروف، كما كان رائعا في خطاباته السياسية من خلال الرد على الساسة العرب وغير العرب وبخاصة في المؤتمرات والملتقيات التي تجمعه بهم بكل ثقة واقتدار ودون تردد في ابداء كلمة الحق والدفاع عن القضايا المصيرية.لقد قال عنه وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري): انه سيواصل استشارته بسبب سنوات من العمل المشترك معه لمصلحة الولايات المتحدة والسعودية، وقال إن الفيصل ليس أقدم وزراء الخارجية في العالم وحسب ولكنه من أحكمهم، وساعد في قيادة بلده في عالم مليء بالاضطراب والتعقيد في أحلك الظروف.لهذا: فان سعود الفيصل قد يكون من الدبلوماسيين والمثقفين العرب القلائل الذين ينطقون بسبع لغات هي: العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية، وهذا اكبر دليل على سعة ثقافته واطلاعه على ثقافة الآخر.** كلمة أخيرة:قالوا عن الفيصل: رغم أن الكلمة الأخيرة في السياسة الخارجية السعودية للملك، فقد لعب الأمير سعود دوراً مهما في تشكيل موقف المملكة في الكثير من الأزمات التي تؤثر في الشرق الأوسط.