18 أكتوبر 2025
تسجيلمع انني لا أحب الخوض في المواضيع السياسية أو الدينية، لأن هناك فرسان للسياسة والدين، إلا أن الفرد منا أصبح يفتي ويدلي بدلوه عبر القراءة والمشاهدة، كما أن لبعض المقالات والأحاديث دوره في لفت نظر الفرد، خاصة إذا كان من يمسك بزمام المبادرة كاتب متخصص أو رجل دين أو سياسي محنك، من هنا فإننا كثيراً ما نجبر على طرح تساؤلاتنا بحسن نية أو سوء نية على حد سواء، ويتردد على ألسنتنا كيف ولماذا؟ الذي يدعونني إلى نبش هذا الموضوع، إنني أشاهد العديد من القنوات، ذلك أن في هذه المرحلة، مرحلة التقاعد، مرحلة الاسترخاء، وبمحض الصدفة شاهدت شيخاً معمماً، وهذا يدل على أنه رجل دين مسلم، تحدث وأفاض في العديد من المواضيع، وكان من ضمن أطروحاته أن تطرق إلى حركة الإخوان المسلمين، حاول رجل الدين أن يهمش دورهم في الحياة السياسية في مصر، استغربت كيف؟ والحركة لها جذورها الممتدة في تاريخ الأحزاب في مصر. ولها قاعدة في العديد من المدن خارج مصر، هل الاختلاف في الرأي يؤدي إلى إلغاء الآخر؟ وهل يمكن أن يمحو كائن ما كان تاريخ الحركة، نعم الغرباوي أدلى بدلوه عبر أحاديثه المتلفزة والكتب التي أصدرها، نعم قد يكون هناك أخطاء، هنات، ولكن أن يتم إزالة كل الأفكار التي طرحت وآمن بها العديد من رموز الدين عبر الأقطار العربية ودون دليل أو منطق أو منهج موضوعي، فهذا أمر مرفوض، نعم الآن هناك خلاف سياسي، وكل حزب بما لديه فرحون، ولكن مع أن حركة الإخوان عاشت خارج مصر لسنوات، إلا أن قوة الحركة أمر لا يستهان به في مجال الدعوة والعقيدة والفكر، سواء كنا مع الأفكار المطروحة من قبلهم أم كنا على خلاف تلك الآراء والأطروحات، إن حركة الإخوان المسلمين وعبر أكثر من ثمانية عقود تعرضت إلى هجمات شرسة ومع ذلك بقيت صامدة، تعمل وتحصد المزيد من المريدين والمؤيدين، نعم قامت على أكتاف الشيخ حسن البنا في مدينة الإسماعيلية، والحركة حتى في إطار الأسرة الواحدة قد تعرضت للانتقاد، ولكن هل السلب يوازي الإيجاب، ولم يكن وصول فرد ينتمي إلى الحركة إلى سدة الحكم في مصر. مجرد صدفة، فالحركة في الشارع العربي تخلق وشائج أعمق مع الإنسان البسيط، وأعني رجل الشارع الذي تتعمق علاقته كل يوم مع الدين حتى وإن كان من وصل إلى سدة الحكم نزيل المعتقل، وللحديث بقية.