13 سبتمبر 2025

تسجيل

اغتيال حضارتنا من داخلها

03 مايو 2014

جلب أحد الفرنسيين من مصر وهو "كلوت بك" ليشرف على تطبيق هذه السياسة بعد أن اكتسب خبرة تطبيقها في مصر، ووضع تحت يده مطبعة كاملة لنشر الكتب العربية لتعينه في تحقيق هدفه، وتمكن بكل هذه الأساليب، تشاركه الإرساليات التنصيرية ورجال الكهنوت في الأديرة من أن يقلب أساليب التربية والتعليم في مدى سنوات قليلة، ويحقق أهداف المحافل الماسونية الفرنسية في حربها للإسلام والمسلمين.بينما كانت جيوش محمد علي تمكن النصارى في بلاد الشام، وتضعف شوكة المسلمين بها، كانت جيوش فرنسا في عام 1830م، تغتصب الجزائر بعدما ضعفت الخلافة العثمانية ودخلت القوات الفرنسية بما يعادل 28 ألف مقاتل، وأسطول يضم مائة سفينة، وثلاث سفن تحمل 27 ألف جندي بحري، وكانت الدول الأوروبية مؤيدة لهذا الاغتصاب السافر فقد حان توزيع تركت الرجل المريض وحل المسألة الشرقية بالطريقة الأوروبية.لقد كان محمد علي مخلبا وخنجرا مسموما استعمله الأعداء في تنفيذ مخططاتهم ولذلك وقفوا معه في نهضته العلمية، والاقتصادية والعسكرية بعد أن أيقنوا بضعف الجانب العقدي والإسلامي لديه ولدى أعوانه وجنوده.لقد ترتب على دور محمد علي في المنطقة بأسرها أن تنبهت الدول الأوروبية إلى مدى الضعف الذي أصبحت عليه الدولة العثمانية، وبالتالي استعدادها لتقسيم أراضيها حينما تتهيأ الظروف السياسية.وفي أعقاب هزيمة الجيوش العثمانية أمام جيوش محمد علي في الشام والأناضول اضطرت الدولة العثمانية للاستنجاد بروسيا بعد أن لمست أن "محمد علي" يحظى بتأييد بريطانيا وفرنسا، وعقدت معاهدة "أونكيار سكلسي" سنة 1833م، في أعقاب هدنة كوناهيه، وكانت المعاهدة بمثابة تحالف دفاعي بين روسيا والعثمانيين، مما أدى إلى مسارعة كل من بريطانيا وفرنسا بالتصدي لمحمد علي خشية المزيد من التدخل الروسي، وفرضت عليه اتفاقية لندن سنة 1840م.