14 أكتوبر 2025

تسجيل

هل تواطأ ترامب مع نتنياهو..؟!

03 أبريل 2019

كانت لحظة مليئة بالعبر والرئيس ترامب يتغزل في العلاقة مع إسرائيل خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين الماضي بالبيت الابيض.. فقد التفت ترامب نحو سفير الولايات المتحدة في إسرائيل بعد أن امتدح اداءه وجهده في نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس..ترامب سأل سفيره على سبيل الاستيثاق إن كان يحب إسرائيل.. السفير المحنك رد بمكر دبلوماسي «أحب امريكا واسرائيل «.. تلك النباهة الدبلوماسية لفتت انتباه ترامب لكن لم تمنعه ان يردد كلمة انه يحب إسرائيل غيرة في ذاك اللقاء الخاطف والودود.. في نهاية المؤتمر الذي اعلن فيه ترامب قرارا رئاسيا يقر بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة منذ العام 1967! لكن المودة الزائدة من الرئيس الامريكي تجاه ضيفه الزائر تطرح كثيرا من التساؤلات حول اثر ذلك على العلاقات العربية الامريكية ومجمل ذلك على خريطة الشرق الاوسط الجديد والتي تحاول ادارة ترامب رسمه تحت مسمى صفقة القرن.. ربما يكون من باب تأكيد المؤكد ان الرئيس ترامب يوالي إسرائيل ويعتبرها واحة ديمقراطية في صحارى الشرق الاوسط.. ومن المؤكد ان ترامب يحمل تصورات سالبة عن الاسلام والمسلمين.. حيث سن في بداية ولايته مراسيم تحظر دخول عدد من مواطني الدول الاجنبية كانت اغلبية تلك الدول تصنف بأنها دول مسلمة.. بل ان ترامب اوضح عن مشاعره بشكل جلي خلال مقابلة مع قناة (سي ان ان) في مارس 2016وقال بالحرف انه يعتقد ان الاسلام يكره الغرب..رغم كل تلك الشواهد لايمكن اعتبار مواقف ترمب المؤيدة لإسرائيل من باب (الريدة البريئة). من الواضح ان ترمب يسعى لولاية جديدة في البيت الابيض تمدد اقامته إلى 2024.. وان تلك الخطة تقوم على كسب المحافظين واللوبي اليهودي رغم انه ليس محافظا ولا يمثل قطاع المسيحيين المتدينين.. فقد كان ترامب متأرجحا في الولاء السياسي بين الحزبين الكبيرين الى ما قبل عشر سنوات..لهذا السبب يبدو براغماتيا حينما يسمح بتدفق مشاعره بشكل مستفز لأطراف النزاع في الشرق الوسط والذين لا يملكون وزنا انتخابيا كبيرا.. بل ان مجرد معاداتهم وجالياتهم ربما تعزز من فرص فوز ترامب في الانتخابات القادمة. استراتيجية ترمب في إنجاز صفقة القرن ربما اكتسبها من علاقته الودودة برياضة المصارعة في امريكا.. من قواعد تلك المنافسة الا تعرض شروط التسوية او الاستسلام الا حينما تيقن ان الخصم في اضعف حالته.. هنا يحاول ترامب ان يجرد العرب والمسلمين من كل ما في يدهم من اوراق عبر احلال واقع جديد في الشرق الاوسط..بمعنى ان مجرد القبول بتقسيم القدس يعتبر انتصارا.. او الاقرار بأن الجولان اراض سورية يأتي في باب التنازلات في صفقة القرن المنتظر تدشينها قريبا. تلك الاستراتيجية الماكرة تقتضي اضعاف ايران ان لم يكن سحقها باعتبارها تمثل عمقا استراتيجيا لدول الشرق الاوسط الاسلامية المنهكة..حتى تركيا عضو حلف الناتو والحليف المقرب لأمريكا يجب ان تأخذ نصيبها من الاضعاف وربما التحذير من التفكير حتى في مجرد لعب دور في منطقة الصراع. لكن الاهم في خطة ترامب هو تمكين صديقه نتنياهو من العودة مجددا لمنصب رئيس الوزراء محمولا على اكتاف الناخبين.. لهذا قام ترامب بتقديم عدد من الهدايا كان اقلها ذاك القلم الذي وقع به الاقرار بأن الجولان ارض إسرائيلية.. ومن اللافت للنظر ان هدية ترمب لصديقه (بيبي) تأتي بعد يوم واحد من تبرئة ساحته من أي تآمر مع الحكومة الروسية للتأثير على نتائج الانتخابات الأمريكية في العام 2016.