19 سبتمبر 2025
تسجيللئن شكرتم لأزيدنكم.. قول مبين لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.. ستلاحظ ها هنا في الآية الكريمة، أنه سبحانه لم يقل إنه إن شاء أو يشاء، وبالطبع كل شيء بمشيئته سبحانه، ولكن عدم ذكره سبحانه للاستثناء في مسألة الشكر والثناء، دلالة على عظم مسألة الشكر وعدم التقليل من شأنها.ديننا نصفه صبر ونصفه الآخر شكر.. وحديثنا اليوم حول النصف الثاني، وهو الشكر الذي به تدوم النعم.بنو آدم لا يتوقفون عن سؤال ربهم ولا تتوقف طلباتهم اللامنتهية منه سبحانه الرزاق، يسألونه نعمه وفضائله التي لا تُحصى، وهو سبحانه أهل لذاك الطلب وهو أكرم الأكرمين، لكن ألا يجب التوقف للحظات ها هنا، لنجد أن في الأمر عدم استحياء مع الرازق الكريم؟كيف نطلب منه الكثير دون مقابل من طرفنا؟ كيف لا نرد الجميل بما هو أجمل منه؟ كيف لا نرد الجميل والمتمثل في شكر الواهب الرازق بما هو أهل له؟ إنه سبحانه ينعم وينزل علينا نعمه المتنوعة المتعددة غير القابلة للعد والإحصاء، ليلاً ونهاراً، صيفاً وشتاءً، فيما نحن لا نتوقف عن الشكوى والتذمر من أشياء لا تستحق حتى عناء التفكر فيها، بل نزيد على ذلك أن نرفع إليه جل وعلا، ذنوبنا وسيئاتنا ومعاصينا كل لحظة!!أليست المسألة تحتاج إلى شيء من التذكير والتذكر في كل يوم وليلة، بل بين كل لحظة وأخرى؟ ألم نعلم بأن النعم تدوم بشكرها، وربما تزول بحسب مشيئته سبحانه، بكفرها وعدم شكر واهبها قولاً وفعلاً؟الشكر يكون أبلغ بالفعل أكثر منه بالقول، فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عباده عبر قيامهم بما يجب تجاه النعم، وإن التصدق وفعل الخيرات والمحافظة على النعم من أبرز وجوه الشكر العملي.. وما حديثنا اليوم سوى من باب التذكير الذي ينفع المؤمنين.