13 سبتمبر 2025

تسجيل

بين الاعتزاز والاعتذار عن رئيسنا مرسي

03 أبريل 2013

لاشك أن من يحظى بأقل درجات الإنصاف فإنه يجد نفسه يمتلئ بالاعتزاز بأن يكون رئيس مصر  رجلا في مكانة الدكتور محمد مرسي، ومن يفيض قلبه حبا للدكتور مرسي يجد نفسه معتذرا عن  مواقف من الدكتور الرئيس، وهناك قسم ثالث وهم الذين حملوا راية الحقد الأسود أو الخوف الأعمى  من الإسلاميين فراح يحمل الفضيحة لا النصيحة، والتجريح لا التصحيح، وصار منفلتا من كل سياج أخلاقي، أو اعتبار وطني، فصرتَ لا تسمع منه إلا قذفا، ولا ترى إلا قذى، ولا ينطق إلا عن هوى، ولا يكتب إلا كذبا، ولا يرمي إلا بهتانا لدرجة أن لفَّق أحد أصحاب الشاشات قصة رخيصة أن مرسي منعدم الإنسانية لأنه – كطبيب – رفض علاج طفل يحتضر على يدي أبيه المسكين لأن الأب لم يدفع ال 300 جنيه قبل الكشف الطبي، فمات الطفل بسبب قسوة الدكتور الطبيب مرسي، على حد كذبه، لأن د. مرسي لم يكن طبيبا يوما واحدا!! بل هو الدكتور المهندس لا الطبيب، لكنا هنا نقدم  لرئيسنا اعتزازنا بكونه حافظا للقرآن، وحفظه للقرآن يحفظه من الخلل والمؤامرات والكيد والمكر،  لقوله تعالى: "وَِإذَا تَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآَْخِرَةِ ْ قَرَأ حِجَابًا مَسْتُورًا"  (الإسراء: 54 )، وآية الكرسي وحدها من جوامع الحفظ الرباني لمن يحفظها ويرددها بقلبه وعقله ووجدانه، بل حفظ القرآن مصدر من أكبر مصادر الهدى والرشاد، ونعتز برئيسنا د محمد مرسي لأنه أستاذ جامعي من نوابغ مصر في الهندسة، والله تعالى يقول: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ وتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" (المجادلة: من الآية 11 )، وقد أورد ُ أ السيوطي بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم". وقد نَقل إلينا في جامعة القاهرة أحد مستشاري المخلوع حسني مبارك عندما أضربنا عن العمل يوما واحدا احتجاجا على اغتصاب وزير داخليته زكي بدر أرضنا بنادي هيئة التدريس، فجاءنا مستشاره برسالة من الرئيس: (قول لأساتذة الجامعة دول، إذا كانوا عندهم دكتوراه في العلم، أنا عندي دكتوراه في العند!)، فالحمد لله تخلصت مصر من صاحب الدكتوراه في العند، وانتخبوا لأول مرة رئيسا مدنيا عنده دكتوراه في العلم من أعرق جامعات أمريكا وقدم أبحاثا عديدة في تطوير مركبة الفضاء في وكالة ناسا، ونعتز برئيسنا الذي فاز بأفضل برلماني في العالم  بالمعايير العالمية رغم كل الأذى والتضييق الذي كانت تعاني منه الكتلة البرلمانية الإسلامية، ونعتز به أن شكل مع إخوانه حزبا قويا "الحرية والعدالة" في وقت قياسي، وفاز – في أجواء عصيبة – بأغلبية نسبية في انتخابات البرلمان والشورى والنقابات، واستطاع أن يجمع الكثير من الشتات المصري في أكبر تكتل سياسي، ونعتز برئيسنا الشجاع الذي خرج عن البروتوكولات ووقف بصدره العاري أمام جماهير الثوار في ميدان التحرير وأقسم اليمين أمامهم شعبا قبل أن يذهب إلى المحكمة الدستورية المشكَّلة من الرئيس المخلوع ليعلن للشعب أنني منكم ولكم قبل كل شيء، ونعتز بالرئيس أن كان أول استعمال لسلطاته التشريعية أن أصدر قانونا بمنع حبس الصحفيين في قضايا النشر، رغم صدور حكم المحكمة بسجن صحفي بسبب واقعة سب للرئيس، ونعتز به أن اتخذ قراره الشجاع، بتغييرات واسعة النطاق في المجلس العسكري والجيش ولم يفوت فرصة إلا اعتز بأحرار وأبرار الجيش المصري، ونعتز به أن لم يترك الفساد ينهش في لحم وشحم وعظم مصر، بل طارده وقاومه، وقدم من القوانين ما جعل الفارق بين موظفي الدولة محدودا، فبدلا من موظفين يحصلون على أقل من 100 جنيه في الشهر وآخرين يحصلون على الملايين في الشهر لا السنة، صار الحد الأدنى  600 جنيه، والأعلى 50.000 جنيه، ونعتز بك رئيسنا أن أنجزت دستورا لمصر - يستحق الذكر والشكر- يرد لكل مصري حريته وكرامته وحقوقه، ونعتز به  رئيسا يرفع رأس مصر العروبة والإسلام سواء في أوروبا أو أمريكا أو الهند أو الصين أو باكستان أو دول الخليج أو جنوب إفريقيا أو السودان، ويعتز بمذهب أهل السنة والجماعة في إيران، ويترضى على أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وخاطب رؤساء 40 دولة لوقف العدوان على غزة حتى أوقف هذا الظلم على أهلنا في غزة بعد أن كان هذا الظلم من رجال أمن الدولة حيث كان الضرب والقتل والتعذيب يصدر من الرئاسة والمخابرات وأمن الدولة لرجال المقاومة على يد النظام السابق، ومواقف أخرى لا ينكرها إلا جاحد ولا ينفيها إلا حاقد. في الوقت نفسه صرنا نعتذر عن رئيسنا مرارا ونتساءل مع أبناء شعبنا عن مواقف يحتاج أن يراجع نفسه فيها تكرارا، لأنك منا ونحن منك، ومما نعتذر عنه البطء في اتخاذ القرارات في الأوقات المناسبة والتحرك في إصلاح مؤسسات الدولة بخطى وئيدة لا تتناسب مع كونك رئيسا ثائرا منتخبا من الثوار، نعتذر عنك فخامة الرئيس لأنك دخلت على مؤسسة الرئاسة وكانت تدير البلد بكل أنواع الظلم والقهر والفساد فأبقيت على 3000 في الرئاسة ودخلت بثلاثين من كرام أنصارك لا يكفون لإدارة محافظة من محافظات مصر الكبرى، وتحديات الثورة ومؤامرات الخارج وخيانة الداخل وصفاقة بعض أجهزة الإعلام وتعشش وتحكم الدولة العميقة، وأنصار المخلوع في مفاصل البلد، في الوقت الذي يدخل فيه الرئيس الأمريكي ب 6500 شخص يختارهم دون أن يراجعه الكونغرس أو تطارده وسائل الإعلام بالانحياز لحزبه وعشيرته، نعتذر عن رئيسنا وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة والشرطة أنه لم يأت بفرقة من الصاعقة من جيشنا المصري العظيم كي تحمي هيبة الدولة وقصر الرئاسة، ومرت 9 أشهر تتراجع فيها هيبة الدولة ويتساقط أمن المواطن، وتهدَّم المنشآت، وتعطَّل الطرقات، وينتشر في أرجاء مصر 300 ألف بلطجي منهم 93 ألف مسجل خطر ولا يزال رئيسنا متحرجا مترددا أن يدخل إلى جهاز الشرطة مغيرا للخونة ومصلحا للمرتعشين ومضيفا لشرفاء الشرطة ما يكفي لتحقيق الأمن سواء بقرار رئاسي أو تشريع قانوني عن طريق مجلس الشورى يضمن أبجديات الأمن والأمان لمصر التي تحبها، وللمصريين الذين انتخبوك أو  عارضوك. نعتذر عن رئيسنا أنه ترك لبعض وكلاء النيابة العنان أن يفسدوا هيبة القضاء وأن ينحازوا إلى المجرمين، فتضبط الشرطة البلطجي قاتلا معه سلاحه مصوَّرا بكاميرات التلفزيون والتليفون واليوتيوب، ثم تفرج النيابة عنهم ليخرج مفسدا مهددا قاتلا في اليوم نفسه، فهل تجوز معاملة اللئام بما يعامل به الكرام؟!، ولا يخفى على فخامتك أن الحرية المطلقة هي المفسدة المطلقة، وأنه لا عصمة لمجرم قاضيا أو متهما، إعلاميا أو صحفيا، أستاذا أو طالبا، مستثمرا أو عاملا، نعتذر عنك فخامة الرئيس أننا مع قطاع عريض من أبناء شعبك ومحبيك ومؤازريك  ومناصريك وجميعهم يكادون يحلفون عليك بالله أن تخرج لشعبك ليس ساعة بعد منتصف الليل كل شهر، بل خمس دقائق كل أسبوع. تصارح شعبك، وتخبرهم بالحقائق، وتخاطبهم بالأرقام، وتستثير حميتهم أن يشاركوك حمل أمانة مصر الكبيرة التي يتآمر عليها الكثير في الداخل والخارج، والشارع كله الآن يتحدث أين الرئيس، لماذا نرسل  النصائح ونقدم الحلول ولا يردُّ علينا ولا يعود علينا أعوان الرئيس بإجابة ولو برسالة على التليفون. فخامة الرئيس لقد صرنا حيارى بين مشاعر متدفقة من الاعتزاز بك رئيسا تستحق الحب والتقدير، والاعتذار عنك رئيسا يحتاج إلى مزيد من التغيير والتأثير! نريد كما تصلي في أول الوقت ولا تؤخر الصلاة عن أول وقتها أداءً، أو بعد فوات  وقتها قضاء أن تتخذ القرارات في أول الأزمات، قالت العرب: "وفاز باللذة الجسور".