02 أكتوبر 2025

تسجيل

سرطان العدو .. والعدو السرطان

03 أبريل 2013

بالأمس ودعنا شهيداً عربياً فلسطينياً ليضاف إلى قافلة شهداء فلسطين والأمة العربية الذين سقطوا برصاص العدو الصهيوني أو في سجون احتلاله بالقتل العمد، كما حدث مع الشهيد عرفات جرادات الذي استشهد أواخر فبراير الماضي أو بالإهمال وعدم الرعاية الطبية المقصودة، كما حدث لشهيدنا الذي ودعناه بالأمس ميسرة أبو حمدية عندما نهش جسده السرطان ورفض العدو علاجه خارج السجن أو خروجه من السجن. العدو الصهيوني يضيف إلى جرائمه الإرهابية طريقة ممنهجة في تعذيب الأسرى الفلسطينيين وهذه الطريقة هي استغلال المرض وعدم علاج المرضى وإهمالهم لعقاب هؤلاء المناضلين المجاهدين وهذه الطريقة الإجرامية ينفذها بحق 64 مريضاً بالسرطان و11 سجيناً مقعداً وبعض السجناء المصابين بالأمراض ومنها الفشل الكلوي. أسرانا هؤلاء الذين يتساقطون إما بالمرض أو بالتعذيب الجسدي والنفسي والبالغ عددهم حتى الآن حوالي 5000 أسير استشهد منهم حتى الآن في سجون العدو حوالي 250 أسيراً لابد من اتخاذ موقف من السلطة الفلسطينية والنظام الرسمي العربي وبصورة سريعة، فالسلطة مطالبة الآن باتخاذ مواقف تحمي أرواح هؤلاء الأسرى وأن تسمح للشعب الفلسطيني بأن ينتفض وألا تمنعه من القيام بدوره المطلوب من خلال التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني ولعل السلاح المهم هو تنفيذ تهديد بعض الفصائل الفلسطينية بخطف بعض الجنود الصهاينة ومبادلتهم بهؤلاء الأسرى هو سلاح أثبت نجاحه وفاعليته عندما أفرج العدو الصهيوني عن حوالي 1500 أسير فلسطيني مقابل الإفراج عن الأسير الصهيوني جلعاد شاليط، والعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم. أما النظام الرسمي العربي فهو مطالب باتخاذ مواقف عملية وجادة وألا يكتفي بالشجب والتنديد والاستنكار، خاصة تلك الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع العدو وبالذات جمهورية مصر العربية والأردن وهنا نتذكر جميعاً كيف أن المرحوم الملك حسين ملك الأردن عندما هدد العدو الصهيوني بإلغاء معاهدة وادي عربة في حال إذا لم يعالج الأخ خالد مشعل الذي سممه العدو وكاد أن يستشهد لولا هذا التهديد الأردني، لهذا نجد من واجب مصر والأردن التهديد أيضاً من أجل إطلاق سراح هؤلاء الأسرى. إن استشهاد ميسرة أبو حمدية في سجون الاحتلال بعد أن أهمل العدو علاجه من السرطان يؤكد أن هذا العدو الصهيوني هو السرطان بذاته في الجسد العربي ولابد من استئصاله من جسدنا لأنه ومنذ إنشائه على أرض فلسطين وهو يفتك بجسد الأمة العربية سواء بقتل الأبرياء وطردهم من أرضهم أو بالاستيلاء على أرضهم وإقامة المستوطنات عليها أو بالإرهاب المستمر ضد كل من يقاوم هذا الاحتلال ويزج بهم في السجون والمعتقلات. هذا العدو لا يمكن التعايش معه أو القبول به في الوطن العربي مهما حاول البعض إقناعنا بالأمر الواقع لأنه جسم سرطاني غريب زرع في الجسد العربي، فالخوف ليس فقط بإفساح المجال لمرض السرطان وإهمال هذا المرض يفتك بحياة الأسرى، وإنما الخوف من هذا العدو لأنه هو السرطان الحقيقي الذي يهدد جسدنا العربي.