11 سبتمبر 2025
تسجيلرحل شهر الله الحرام رجب، وأظلنا شهر شعبان. وما أدراكم ما شهر شعبان!. أتى ليبوح لنا بخيراته وأنسه ومباهجه، وينادينا بصوته العذب الجميل هلموا إلى رحابي فأنا قريب من شهر رمضان المبارك. فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، فقال "ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم". إننا حين نُحسن الحركة فيه، فقد تهيأنا لما بعده من لحظات الخير ومحاسن الأعمال، وما أجملها من لحظات!. فواقعنا مليء بكثير من الفرص ومساحات الخير، وإن اجتهدنا ولو بالشيء اليسير، واستثمار هذه الفرص في واقع حياتنا. وإلا فزماننا متخم بالملهيات والتوافه وسراق الأوقات، وما منصات التواصل الاجتماعي إلا سارقة للأوقات ومضيعة لأجمل اللحظات!. وشهر شعبان يحمل الكثير من المعاني والعطايا والمنح الربانية في ساحاته وأجوائه، وسمي بهذا الاسم "لأنه يتشعب فيه الخير الكثير"، وقيل معناه "شاع وبان" وقيل كذلك "يعود إلى تجمع الخير فيه تحضيراً لشهر رمضان"، وقيل أيضاً "من الشعب بفتحها وهو الجبر، فيجبر الله سبحانه وتعالى كسر القلوب". معان جميلة تبعث على الفأل والحركة والتدريب والتأهيل والتسابق والتنافس في ميدان هذا الشهر!. قال الإمام الجيلاني رحمه الله في غنية الطالبين "شعبان خمسة أحرف، شين وعين وباء وألف ونون، فالشين من الشرف، والعين من العلو، والباء من البر، والألف من الألفة، والنون من النور،....". ومن يقلّب صفحات سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد كيف هو عليه الصلاة والسلام مع شهر شعبان يُدرك كل هذه المعاني وغيرها الكثير في حياته صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضِيَ الله عَنْهَا أنها قالت: لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّه». وفي رواية "كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا". فلنستمتع بنفحات هذا الشهر، ومن أحسن استقباله اغتنم من فرص الخير فيه!. مضى رجب وما أحسنت فيه وهــــذا شهر شعبان المبــارك يا مضيع الأوقات جــــهلا بحرمــتها أفق واحذر بوارك "ومضة" إنه شعبان! اكتب قصتك ومشاعر ومشاهد الخير فيه!. [email protected]