13 سبتمبر 2025

تسجيل

التشريح الميتافيزيقي (15)

03 فبراير 2022

تحدثنا في المقال السابق عن إمكانية استخدام تقنية التشريح الميتافيزيقي في معالجة الأطفال، وتحدثت أيضا عن أهمية عمل جلسة للأم لأن الأطفال الصغار من سنتين إلى ما قبل سن المراهقة يكونون مرتبطين بأمهاتهم ارتباطاً كبيراً، حيث يساهم ذلك في تقدم الجلسات والتشافي بشكل رائع. وعند البدء بعمل جلسة للأطفال لابد من النزول لمستواهم إذا حضرت والطفل كان يلعب مثلا أو يلون أو يرسم عليك بالجلوس على نفس مستواه الجسدي ومشاركته اللعب أو الرسم ولو تطلب منك ذلك التمدد على الأرض، وذلك لكسب الثقة ولفتح باب الحوار معه، وإذا لم تكن هناك مشكلة محددة دع الطفل يتحدث بأن يتم البدء بسؤاله عن ما الذي يجعله حزينا بشأن والدته أو والده؟!، وقياس شدة المشاعر التي يشعر بها الطفل من خلال فتح الذراع إلى 180 درجة ومن ثم تقريب الأيادي إلى بعضها البعض، واشرح للطفل ما في الشعور الصغير مقابل الشعور الكبير وما هي درجة شعوره بالقرب أو البعد وقِس عليها.وبعدها يسأل المعالج الطفل أين تشعر بذلك ولا يستطيع أن يعبر نقول له ضع يدك على قلبك واشرح بما تشعر أو بماذا تحس؟ أو ما الذي يجعلك حزيناً وغاضباً، استمر في السؤال والاستكشاف حيث يبدأ بالتجاوب معك وفهم ما يطلب منه، ومن إحدى الطرق العلاجية الناجحة في التعامل مع الأطفال الطلب من الطفل أن يتخيل أنه يضع مخاوفه أو ألمه أو إجهاده في صندوق وتخيل هذا الألم أو مشاعر الحزن كأنها كرة وقد قام برميها في هذا الصندوق وبعد ذلك يغلق الصندوق ويضعه بجوار نافذة، ومن ثم توضيح للطفل أن هناك شخصية ما (ويفضل ذكر له اسم شخصية يحبها) سوف تأتي من خلال هذه النافذة في وقت لاحق من اليوم وتأخذ ما في هذا الصندوق من ألم وحزن ثم أعلن له أن ألمه وحزنه سيذهب وينتهي، وطمئنه بأنه لا يمكن استعادة هذه المشاعر الحزينة والمؤلمة مرة أخرى وأنها اختفت.يستطيع أن يستعين المعالج أو الممارس ببعض الصلصال (المعجون) والألوان الشمعية أو المائية ليلعب بها الطفل وممكن استخدام كرات الضغط والأشرطة المطاطية ومشاركته بها وعدم الاكتفاء بالمشاهدة، وبعد الانتهاء من الجلسة من المفيد أن يتم طلب من الطفل رسم رسمة أخرى لمقارنة الأولى بالثانية وكدليل على نجاح وتجاوب الطفل بشكل فعال لابد أن تكون الرسمة الثانية أخف من ناحية الشكل والإحساس من الأولى كأن تكون الألوان أفتح مثلاً.ونود التأكيد هنا على ضرورة عمل الجلسة بدون تواجد الوالدين لجعل الطفل يتحدث بأريحية وصراحة أكثر لو كان هناك رد فعل وسلوك عنيف من قبل أحد الوالدين وإصراره بضرورة تواجده لربما ينبئ ذلك بوجود مشكلة في الأسرة، ومن الأفضل أيضا أن يكون معالج الوالدين يختلف عن معالج الطفل، حيث إن الطفل قد يشعر بالخوف من أن المعالج ممكن أن يخبر والديه بما أخبره به خلال الجلسات السابقة، فبناء الثقة والحفاظ على سرية معلومات العميل لو كان طفلاً عنصر مهم جدا لكي يشعر بالأمان والاحتواء، وبعد الانتهاء من جلسات العلاج والتشافي لابد من استدعاء أحد الوالدين لمناقشة مخرجات الجلسة بشكل منفرد بعيداً عن أعين الطفل لضمان عدم تكرار هذه المشكلة مجدداً. خاطرة،،، لا شيء يؤثر على مستقبل الإنسان بقدر أحداث الطفولة والخبرات النفسية الأطفال (عادل صادق). [email protected]