20 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس تحدثنا عن الاصطفاء وكيف أن صفوة كل شيء هي أحسنها، مثلما نقول صفوة المجتمع من الناس هم خيارهم، وفق معايير يتفق المجتمع عليها بحسب معتقداته وعاداته وثقافته.. وتحدثنا عن نموذج أول وتمثل في البدريين من الصحابة الكرام الذين شهدوا معركة بدر الكبرى، وذكر العلماء لهم أفضالاً لا يتسع المجال لذكرها، وتكفيهم شهادة الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" حين قال للفاروق عن أحدهم وقد ارتكب خطأً كبيراً: ".. وما يدرك لعل الله أن يكون قد اطّلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".الله سبحانه: "اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين".. لما لهم من فضل وصفات معينة أوصلتهم إلى درجة أن يصطفيهم الله على العالمين.. وعلى المستوى البشري، فإن أي مجتمع لابد أن مؤسساته تولي مسألة الاصطفاء أو النخبة أهمية كبيرة، ولا شيء في ذلك إن كانت وفق معايير دقيقة واضحة بحسب معتقدات وعادات وثقافة الناس في ذلك المجتمع.قد نرى صفوة الناس في مجتمع ما، هم أصحاب الإنجازات التي تحققت على أيديهم، وكانت لها أثارها الإيجابية على المجتمع، فيما قد نرى أهل العلم، صفوة مجتمع ثان دون اعتبار نقطة الإنجازات، وقد يختار مجتمع ثالث صفوة أبنائه من أصحاب الفكر والثقافة، وربما رابع يكون نواب البرلمانات هم صفوته، وهكذا بحسب كل مجتمع.في ثقافتنا الإسلامية ظهر مصطلح أهل الحل والعقد، وهم أهل العلم والرأي والحكمة الذين كان يتم اختيارهم من الناس لتمثيلهم في أمورهم العامة، وقد ظهر ذلك بداية في انتخاب أهل العقبة الثانية نقباءهم الاثني عشر، واستمر الأمر وتطور إلى يومنا هذا.. على أن ما يهمني حقيقة من خلال هذا السرد السريع لمسألة الاصطفاء، هو تذكير النفس ودعوتها ليكون أحدنا ضمن صفوة يختارها هو بنفسه لا يختاره الآخرون.أما عن كيفية ذلك، فهذه ستكون حديثنا بالغد إن شاء الله.