اجلنا المنتدى ... ولم نلغيه ...

لم يتمكن زميلنا فايز عبد الهادي من الوصول إلى منزله واضطر إلى العودة إلى الفندق الذي نسكنه في مدينة نصر بعد محاولاته اليائسة في اختيار العديد من الطرق الجانبية التي كانت جميعها مغلقة تماما. كان المتظاهرون يغلقون جميع الطرق الرئيسية والجانبية، وهم مجموعة قليلة قياسا بملايين المصريين، بل إن معظمهم من الصبية الذين لم تتجاوز أعمارهم الستة عشر عاما، لبسوا أقنعة سوداء وأطلقوا على أنفسهم البلاك بلوك. في ظل هذا التدهور الأمني الذي تعيشه مصر هذه الأيام والذي ارتبط للأسف بأحداث مباراة قدم انقلبت في لحظات إلى مأساة أدمت القلوب، ليسقط أكثر من 72 شابا لم يتجاوزوا العشرين عاماً ضحايا للتعصب والأخطاء، بسبب بعض الأخطاء التي شارك فيها الجميع والتي جاءت تراكمية وكانت ثمرتها السيئة ما حصل في ملعب بورسعيد، والتي للأسف شارك فيها الإعلام الرياضي بشكل أو بآخر (بقصد أو دونه)، فهذه الماسأة بسبب غياب القائد المجتمعي الذي يستطيع أن يضبط المجتمع، كل في تخصصه. من هذا المنطلق وفي هذا المشهد المتردي اتخذ المركز الدولي للأمن الرياضي موقفه الواضح والمدروس بتأجيل منتداه المختص بأمن الملاعب الذي كان محدداً له آخر يومين في شهر يناير إلى أجل قريب قد لا يتعدى شهرا واحدا.. على أساس أن البلد كلها تحتاج إلى أمن ولا يمكن أن نناقش حالة منفردة.. على الأقل في الوقت الحاضر. كان هذا القرار حكيما وأعطى الجانبين المصري والمسؤولين بالمركز الدولي للأمن الرياضي الفرصة لالتقاط الأنفاس والإعداد للمنتدى بشكل أفضل في الفترة القادمة بما يخدم الأهداف المنوطة به. وقد سعدت شخصيا بهذه التجربة المثرية بمقابلة وزير الرياضة المصري السيد العامري فاروق والزملاء الإعلاميين وتلك الروح الترحيبية التي لقيناها من جانبهم والتي تدل على حرصهم وتجاوبهم الكبير وحبهم لبلدهم من خلال الاستفادة من خبرات المركز الدولي والخبراء العالميين الذين يضمهم، لخبراتهم الكبيرة على المستويات العالمية التي أداروها أمنياً. وأسجل هنا إعجابي الشديد بالخبرات التي قدمها المركز الدولي والتي تمثلت في شخصية محمد الهاجري نائب رئيس المركز والفريق المصاحب معه، فكان مستعدا تماماً لكل المواجهات وعرض برنامجه بشكل مقنع لما يمتلك من دبلوماسية وإدارة الحديث والإقناع المباشر من خلال العرض المميز الذي قدمه للوزير المصري الذي امتاز بمناقشاته الجدية في كافة الجوانب وأسئلته العديدة التي وجدت كلها إجابات من نائب رئيس المركز ببديهية عالية المستوى وباحترافية تامة.. والمنتدى الذي سيشهد العديد من ورش العمل والاجتماعات والمؤتمرات من المتوقع أن يقام في فبراير الجاري بحضور أربعمائة مشارك من مصر.. وستكون لجنة الإعلام القطري من المشاركين في هذا المنتدى كشريك أساسي، بالتعاون مع رابطة النقاد الرياضيين المصريين من خلال البروتوكول الموقع بين الطرفين وتم تفعيله بحرفية عالية.