11 سبتمبر 2025
تسجيلأمامي رسالة لا تحمل توقيعا او ذكرا لاسماء كاتبيها، تتحدث عن شكوى مجموعة من المساهمين او الموظفين، في احدى الشركات، ويشير كاتبو الرسالة الى التصرفات اللامسؤولة من قبل المسؤولين في الشركة. مثل هذه الرسالة نتلقى عادة منها الكثير، والغريب ان "الخوف" من ذكر الاسماء او العناوين مازال يسيطر على شريحة كبيرة من الموظفين، وهو ما يدفعهم لارسال رسائل تتحدث عن مشاكل في بيئة العمل، او قرارات تعسفية تصدر من قبل المسؤولين في الجهات التي يعملون بها، دون ان يقرن كاتبو هذه الرسائل رسائلهم بمستندات تؤيد ما ذهبوا إليه. هذه الوقائع تدفعنا الى عدم التعامل مع مثل هذه الرسائل، كون المصدر مجهولا، ولا يمكن التأكد من فحوى هذه الرسائل، خاصة انها غير مقرونة بأي دليل فعلي يمكن الاستناد اليه، فهذه الرسائل تصلنا مطبوعة، ويتم تسليمها الى موظف البدالة بالصحيفة، فما الذي يثبت مثلا صحتها؟ اعتذر للاخوة الذين قاموا بكتابة هذه الشكوى، ولكن لابد من الموضوعية والدقة عند تناول اي قضية تتعلق بتهم موجهة للآخرين، مسؤولين كانوا او دون ذلك، ولكن التساؤل لماذا الخوف من ذكر الاسماء او العناوين؟ ليس بالضرورة ان نقوم بنشر أسماء أصحاب الشكوى، ولكن من المهم ان يكون لدى الصحيفة العنوان الصحيح، والمستندات الاكيدة التي تثبت صحة ما يدعيه المشتكي، وليس مجرد كلمات انشائية، تتحدث عن امور لا يمكن اثباتها. ثم انه آن الآوان للحديث وبكل صراحة عن مشاكل العمل، وان يعلن الموظف رأيه دون خوف من انزال العقاب عليه من قبل المسؤول اذا ما افصح عن تلك المشاكل، او الرأي المخالف للمسؤول الذي يترأسه. الى الآن هناك موظفون يحجمون عن ذكر اسمائهم خوفا من "التفنيش" او "التهميش" او "التضييق"، او الاحالة الى "التقاعد" وهم في اوج عطائهم الوظيفي، والسبب هو اعلان هذا الموظف لرأي ربما يخالف سياسة المسؤول، وهذا بالمناسبة حدث ويحدث في العديد من المؤسسات، التي تعتمد الرأي الاوحد، وتعتبر راي المسؤول هو الصواب على الدوام، دون النظر إلى ما اذا كان بالفعل هو كذلك او ان الامر بحاجة الى تصويب. احجام البعض من الموظفين عن ذكر اسمائهم، وتفضيل السكوت على الافصاح عن اسمه في حالة الحديث عن وجود مخالفات او مشاكل في بيئة العمل، هو مبرر غير مقبول، حتى وان تعرض البعض من الموظفين ممن يعلنون عن آرائهم " لتصفية " في العمل، فاذا ما قبل الجميع بالسكوت، والتعذر بأن اجراءات ربما يتخذها المسؤول تجاهه اذا ما تحدث عن بعض المشاكل، فاننا سنظل ندور في دوامة لا نهاية لها، وسنظل نتحدث في مجالسنا الخاصة، عن هذه الامور، دون التوصل الى حل منطقي لها. مطلوب من المسؤول التفهم لاوضاع الموظفين، وتقبل الرأي الآخر برحابة صدر، دون اي غضاضة او السعي للانتقام من هذا الموظف، لكونه افصح عن رأيه في وسيلة اعلامية، ولكن ينبغي على الموظف ايضا ايصال رأيه في اول خطوة الى المسؤول، سعيا لحل ما يراه من مشاكل تحيط بالعمل. اعتقد ان مرحلة الخوف من ذكر الاسماء في وسائل الاعلام قد انتهت، فهناك قوانين تحمي الجميع، وهناك مؤسسات قادرة على ارجاع الحق الى اصحابه، اذا ما تعرض اي موظف لاجراءات تعسفية في عمله، فهل تختفي الرسائل التي لا تحمل اسماء او تواقيع؟