11 سبتمبر 2025
تسجيلتواجدنا في بيتٍ من بيوت الله لنؤدي الصلاة، ووقع مجاوري في خطأ، فتقدمت له بالنصيحة حيث اننا في بيتٍ من بيوت الله، وكلنا متواجدون لنؤدي فرضاً واجباً علينا أن نؤديه بما تعنيه الكلمة ليقبله جل وعلا منا، فالسجود له والركوع له والدعاء له لأن يتقبل منا ما نؤديه له حسب ما طلبه منا حيث لا يريد منا لا مأكل ولا مشرب ولا جزاء ً ولا شكورا، بل نحنُ نطلب منه ذلك جل في علاه، ولقد تقبل مني ما أبديت له من نصيحةٍ ليكتمل عمله خالصًا لوجهه سبحانه وتعالى، فتقبل مني النصيحة الأخوية مع انني لا اعرفه قبل ذلك ولا تربطني به اي علاقةٍ إلا اننا تواجدنا في بيتٍ من بيوت الله لنؤدي الصلاة المفروضة علينا ولا بد من ادائها بالشكل الذي قال عليه الصلاةُ والسلام صلوا كما رأيتموني أصلي فنحنُ لم نره (ص) إلا انها نقلت لنا واتبعناه في ذلك الأمر، فكم كان لمن وجّهت له النصيحة القبول ولم يتذمر كما قد يتذمر غيره ممن لا يرضى بالنصيحة ومن شخصٍ لا يعرفه مع انني تقدمتُ له فيما بيننا وليس على مسمع من الغير والقريب منا لأن النصيحة التي اردتُ ووجهتها له لا اريد ان تكون فضيحة بل لكي لا يقع في خطأ ينقص من عمله الذي يؤديه تجاه خالقه وهو السجود له سبحانه وتعالى، فكم كان صاحب ذوقٍ ودرجة من الوعي الذي أسرني به فدخل في قلبي من غير ان اعرف اسمه ولكنه أصر على ان يتوجه لي بالشكر بعد الله والتقرب مني اكثر وأكثر لأننا تعارفنا في بيتٍ من بيوت الله فمن كانت معرفته خالصةً لوجه الله فلا يمكن ان تحمل نفس ايٍ منهما سوى المحبة في الله فكم كان كبيراً اعتززتُ بمعرفته الطيبة السمحة فالتصق بي وكأننا نعرف بعضنا البعض منذ امدٍ، فهكذا الأنفس الملتزمة بما يمليها المحب لله والمداوم على ذكر الله، فكم نحنُ بحاجةٍ لمثل هذه الأنفس التي تحمل بين جنباتها السماحة والألفة والرضا بما يدفعها للتقرب لله اكثر فأكثر لأنها تعيش على محبة الله، فمن جاء ليعمق فيها هذه الروح فلا تسخط منه ولا تتذمر مما يبديها لها من التقرب لله، لكي تزداد محبة الله لها وتُقبل أعمالها لأنها خالصة لله الواحد الاحد، فهنيئا لي بهذه الروح التي علمتني ان الحياة فيها أرواح وأرواح لا تستنكر ما يعمل على من يقرّبها لله لأنها وجدت لتعبد الله وتحصل على الدرجة العليا عند من لا يظلم احداً توجه بكل جوارحه له سبحانه وتعالى. فبارك الله فيك يا صاحب الروح المتميزة والساعية للتقرب لله دون التذمر والحرج مما يوجه لها مما يزيدها تقرباً لخالقها. فهذه هي الروح التي تستجيب للنصيحة وتجد الجزاء المضاعف والنتيجة الحسنة والقدر الرفيع من خالقها ومن عباده المقدرين لهذه الروح الطيبة.