12 سبتمبر 2025
تسجيلهناك كفاءات قطرية تركت بصمة في عملها قبل أن تغادر هذه الدنيا إلى خالقها.. ويشهد بذلك كافة أهل قطر على ما قدموه من إنجاز وإبداع لأجل هذا الوطن.. واليوم نتحدث عن بعض هؤلاء الذين رحلوا عنا في الفترة القليلة الماضية وزرعوا الإخلاص والأمانة نظير ما عرفوا به من التزام في العمل وخدمة قطر وشعبها على أكمل وجه. الأول عمل في وزارة الصحة العامة والثاني في وزارة التربية والتعليم وخاصة في فترتي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي (عليهما رحمة الله). (1) خليفة الجابر: هو خليفة أحمد محمد جابر الجابر (توفي في يوليو 2021).. أحد القيادات الوطنية التي اشتهرت بحسن السيرة والتفاني في عملها خلال الفترة التي عمل خلالها في القطاع الصحي قبل أكثر من خمسة عقود من الزمن كان خلالها من الأمثلة الحية التي ارتقت بالصحة إلى أفضل المستويات، حيث تقلد عدة مناصب كان أبرزها منصب «مدير إدارة الصحة الوقائية» وهو من المناصب المهمة والبارزة في المجتمع الصحي في تلك الأيام.. هذا إذا علمنا أن الجابر هو أول طبيب عُرف في قطر. وقد تقلد الكثير من الوظائف والإدارات القيادية في وزارة الصحة، كما عمل في عضوية بعض اللجان داخل وخارج الوزارة نذكر منها «اللجنة الاستشارية للمواصفات القيادية» التي صدر قرار تأسيسها من قبل مجلس الوزراء الموقر عام 1992م.. حيث تكونت اللجنة من بعض الشخصيات مثل: خليفة بن جاسم آل ثاني - عبدالله بن سعود آل ثاني - حمد بن فيصل آل ثاني - محمد يوسف المانع - محمد فهد الفيحاني - خميس محمد السليطي - ماجد عبدالله المالكي - راشد جبر النعيمي بالإضافة للدكتور خليفة الجابر رحمه الله.. وغيرهم. والجابر والد كل من: هيثم - أحمد - خالد. وأخ كل من: محمد - طلال. وابن عم كل من: جابر - ومحمد - وعادل وصلاح أبناء سلطان محمد الجابر. وكان له حضوره الواسع في العديد من الملتقيات والمؤتمرات والندوات المحلية والعربية والعالمية. وتشير سيرته الذاتية (كما وردت في أحد أعداد مجلة العروبة القطرية القديمة) إلى أن: الدكتور خليفة الجابر من مواليد عام 1944م وهو أول طبيب قطري كما ذكرنا في المقدمة.. وقد عمل في وزارة الصحة كثالث الذين تخرجوا في كلية الطب من القطريين.. وهو حاصل على المؤهلات الآتية: - بكالوريوس طب وجراحة من جامعة عين شمس المصرية سنة 1971م. - دبلوم طب مناطق حرة من جامعة ليفربول البريطانية عام 1986م. - دبلوم صحة عامة من جامعة دبلن الأيرلندية عام 1981م. - زمالة من الكلية الملكية الأيرلندية للأمراض الباطنية في طب المجتمع عام 1986م. وتولى عدة مناصب إدارية مثل: - ملحق طبي في سفارة قطر في لندن (1974 - 1975). - دراسات عليا (1975 - 1981). - نائب مدير إدارة الصحة الوقائية (1981 - 1984) - مدير إدارة الصحة الوقائية منذ 1984م. - مساعد الأمين العام لمجلس وزراء الصحة للدول العربية في منطقة الخليج. (2) مصطفى نور: هو مصطفى أحمد محمد نور الجناحي (توفي في أغسطس 2021).. واشتهر من خلال عمله في منصب مدير إدارة البعثات في وزارة التربية والتعليم وقبل ذلك عمل في حقل التدريس وخاصة عمله في تدريس الطلاب في مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية. وقد عرف المربي الفاضل بأخلاقه الرفيعة وإنجازه لما كان يطلب منه خلال عمله التربوي حيث كان يتعامل مع من حوله بكل نزاهة وأمانة وإخلاص.. وعرف كذلك بسمات الصلاح وحب الخير للجميع. ولا أزال أتذكر مكتبه وعمله الدؤوب عندما كان أحد الذين يعملون بحيوية في إدارة البعثات وتسهيل مهمة كافة طلاب قطر المبتعثين إلى الخارج خاصة في فترة الثمانينيات حيث عاصره كمساعد لمدير البعثات السيد (عبدالله علم) وهو من الكوادر العربية التي ساهمت في خدمة التعليم وإدارة البعثات في تلك الفترة لمدة طويلة. والفقيد والد كل من: ياسر - إبراهيم - عبدالعزيز - أحمد. واستمر (أبو ياسر) في عمله بوزارة التربية والتعليم حتى تقاعده عن العمل في الدولة عام 2017 م كما يذكر أبناؤه. وللفقيد العديد من الصور الفوتوغرافية التي التقطت له صغيرا ومنها بعض الصور وهو يلقي كلمات الصباح بمدرسة خالد بن الوليد ومدرسة عمر بن الخطاب منذ كان في سن العاشرة من عمره منذ فترة الخمسينيات من القرن الماضي. يذكر أن مصطفى كان معلما مميزا في منتصف الستينيات ثم عمل وكيلا لبعض مدارس قطر في السبعينيات حتى وصل إلى وظيفة مدير لإدارة المحفوظات ومديرا لإدارة البعثات.. كما عمل في الاتحاد القطري للرماية كمنتدب لفترة من الزمن. قال عنه أحد المغردين بعد رحيله: المربي الفاضل مصطفى نور من الرعيل الأول من الزمن الجميل في وزارة التربية والتعليم من القرن الماضي.. وهو صاحب الابتسامة والترحيب والنفس الطيبة عندما تسلم عليه وتصافحة. وقال آخر: رحمك الله وغفر الله لك يا أستاذنا الجليل.. لن أنساك.. فقد كنت أفضل المدرسين الذين مروا عليَّ وأنا طفل في مدرسة عمر بن الخطاب في منطقة وادي السيل بالدوحة. وقال ثالث: عاش مبتسما وودعنا مبتسما وعاش وودعنا شخصا نظيفا.. القلب والروح والجسد في جلسته ومعاملاته من القريب والبعيد مع الصغير والكبير.. مات ولن تموت أفعاله.. أسكنك الله في الفردوس الأعلى وجعل قبرك روضة من رياض الجنة. وفي سنة 1979م نشرت صحيفة الراية القطرية تقريرا عن ابتعاث طلابنا القطريين في الخارج بحضور الأستاذ مصطفى نور، رحمه الله.. تناول فيه ابتعاث طلابنا في الولايات المتحدة الأمريكية وقال حينها «إن الطالب هو خير سفير لبلاده». (3) ◄ كلمة أخيرة: أمثال هؤلاء ينبغي الإشادة بمجهوداتهم نظير ما قدموا لهذا الوطن من خدمات جليلة ما زال أهل قطر يتذكرونها ويتذكرون ما قاموا به من أفعال طيبة في فترة كانت الكفاءات القطرية نادرة الوجود لكون الاعتماد على غير القطريين كان هو الأكثر شيوعا.. رحم الله (الأستاذ الفاضل مصطفى نور) و(الدكتور خليفة الجابر). [email protected]