11 سبتمبر 2025

تسجيل

عام جديد ووقت جديد.!!

03 يناير 2019

لعلك عندما تكون جالسا بينك وبين نفسك وأنت في حالة استرخاء وتأمل تستذكر شريط ذكريات أحداث العام الماضي 2018 فترجع قليلاً إلى الوراء، وتستذكر المواقف والظروف التي مررت بها خلال تلك الأشهر، وظننت أن لا نهاية لها كفقدان عزيز غيبه الموت على حين غرة، أو فقدان فرصة وظيفية أو ترقية كنت تعتقد أنها حاسمة في حياتك، أو فشل في تجاوز مادة دراسية ظننت أنك لن تنجح بعدها أبداً في الحصول على المؤهل الجامعي الذي تحلم به، مواجهة مع خصم قوي متسلط جعلك تفشل أمامه، أو مرورك بأزمة مادية طاحنة جعلتك تتمنى ألا يشرق عليك نهار الغد، كل تلك المواقف والأزمات وغيرها كثير مرت وانقضت بسوادها وظلمتها وبؤسها، انجلت عن صبح مشرق ونهار مبتهج يغسل دموعك وآلامك ويداوي أوجاعك من حيث لا تشعر، كيف انقضت تلك الأيام العصيبة؟ كيف نجحت في تجاوزها؟ كيف تضاءلت وتقلصت تحدياتها ومصاعبها حتى أصبحت مجرد ذكرى ترويها لأحبابك وأصحابك، وتستشعر مدى النضج والخبرة التي اكتسبتها بفضل مواجهتها. وتحضرني قصة معبرة عن هذه المشاعر في هذا الموضوع يحكى فيها أن أحد الملوك طلب من وزيره الحكيم أن يصنع له خاتماً ويكتب على الخاتم عبارة إن رأها وهو حزين يفرح وإن رأها وهو سعيد يحزن، فصنع الوزير له الخاتم وكتب عليه «هذا الوقت سيمضي». فاللحظات الصعبة ما هي إلا آلام مخاض لولادة جديدة، وان اشد ساعات الليل ظلمة تلك اللحظات التي تسبق الفجر، وما من سعادة حصلنا عليها إلا وتجرعنا قبلها أحزاناً، فالسعادة والحزن أوقات وستمر، لا نستطيع إيقافها أو تغييرها وكل ما علينا فعله أن نتعامل معها بحكمة، فلا تغرنا الأوقات السعيدة فنطمئن لها ونظن أنها مستمرة، ولا تخدعنا الأحزان ونظن أنها دائمة لكل منها وقت وسيذهب فلماذا نعيش دائماً في أحد الأوقات متناسين الوقت القادم. ◄ خاطرة،،، يقال إن حكيماً قال طرفة، فضحك من حوله فأعادها مرة أخرى فلم يضحكوا ! فقال لهم: حينما أعدت نفس الطرفة لم يضحك منكم أحد ! فلماذا تحزنون على نفس الأمر ألف مرة وتعاودوا التفكير فيه؟ فهذا هو حال أغلبنا مع الأسف الا من رحم ربي، فهو يحزن على ذات الأمر كل ما يتذكره، ويجلد ذاته ويتهم الظروف ومن حوله بالفشل والتآمر عليه، ونسي أن يبحث عن الحل بدلاً من التركيز على المشكلة نفسها !. [email protected]