15 سبتمبر 2025

تسجيل

احتضار اللغة

03 يناير 2016

أتعجب كيف للغة مثل لغتنا أن يحجم ناطقوها عن استخدامها بالشكل الصحيح والسليم واستغلال بديع مفرداتها وأبعادها اللغوية تلك لغة الإبداع والجمال الذي لا تتميز بهما أي لغة أخرى بل اللغة الوحيدة تقريباً التي تستطيع أن تجد بالمفردة الواحدة فيها أكثر من مرادفة، قد يعجز القلم من حصرها وهي اللغة التي تميزت بحمل كلام الباري عز وجل ومن المؤسف أن نرى أبناء هذه اللغة في هذا العصر يتهربون من الحديث بها؛ لا لعجز فيها وإنما لجهل منهم بخباياها ومكنوناتها، ولا أتحدث عن المتحدثين بها بشكل عام إنما المطالب الأول بالحفاظ عليها هو الإعلام وبالتحديد الإعلامي في كل مجالات تقديمه في الإذاعة والتلفزيون فقد بتنا نسمع ونشاهد إعلانات تجارية مختلطة اللهجات وأصبحت أغلب البرامج الموجهة بالعامية وحتى برامج الطفل والتي تعتبر هي البذرة الأولى لحب اللغة في نفوس الأطفال تحولت إلى العامية مع إدخال مصطلحات ركيكة لا تمت للعربية بصلة وأصبحنا نشاهد ونسمع آلاف الكلمات الخاطئة هنا وهناك دون اكتراث أو تعليق وخوفي من يوم يأتي فيه الجد عاجزا عن التفاهم مع أحفاده خلف حاجز اللغة فنحن للأسف لم نحافظ عليها كما يجب ولم نحرص على تعليمه لأبنائنا ولم نستطع إعطاء اللغة حقها في النطق والإتقان،، يقول الشاعر حافظ إبراهيم ناعيا اللغة العربية متحدثا بلسانها: ولدت ولما لم أجد لعرائسيرجالاً وأكفاءً وأدت بناتيوسعت كتاب الله لفظاً وغايةوما ضقت عن آي به وعظاتفكيف أضيق اليوم عن وصف آلةوتنسيق أسماء لمخترعاتأنا البحر في أحشائه الدر كامنفهل ساءلوا الغواص عن صدفاتيفيا ويحكم أبلى وتبلى محاسنيومنكم وإن عز الدواء أساتيفلا تكلوني للزمان فإننيأخاف عليكم أن تحين وفاتيأرى لرجال الغرب عزاً ومنعةوكم عز أقوام بعز لغات