20 سبتمبر 2025
تسجيلمن المؤكد أنك لست الوحيد الذي يعيش الألم أو الأسى أو الحزن أو ما شابه من مشاعر وأحاسيس ومواقف في هذه الحياة، وطالما هذه هي الحقيقة، فلماذا لا تحاول بدلاً من ذلك الاعتقاد غير الصحيح وغير الواقعي، التفكير بطريقة مختلفة؟.فكر بطريقة مختلفة حينما تنتابك مثل تلك المشاعر، أساسها أن هناك غيرك من البشر، تعدادهم سبعة آلاف مليون إنسان على هذه الأرض، يعيشون ظروفاً متنوعة وربما يكون عشرة أو عشرون مليونا أو حتى مليار منهم يشعرون بما تشعر في الوقت نفسه، ويتألمون كما تتألم، وهذا الواقع لو تفكرت فيه ملياً سيكون باعثاً ودافعاً قوياً يدفعك إلى أن تهدأ وتتعامل مع ظروفك بشكل أكثر إيجابية وتفاؤلا.إن كنت ضعيفاً فهناك من هم أضعف منك، وإن كنت حزيناً متألماً فاعلم أن هناك الكثير ممن هم يتألمون أكثر منك.. هذا من جانب. ومن جانب آخر، أو في الوقت ذاته أيضاً، هناك من هو أفضل وأسعد منك، مثلما وجدت في الحياة من هو أتعس منك، فهذه هي الحياة، تناقضات وتفاوتات وقدرات، وهكذا البشر، بل هكذا هي الحياة.كلما ابتعد المرء منا عن المقارنات غير المنطقية مع غيره من البشر، كلما وجد نفسه أكثر هدوءاً وقدرة على التعامل مع مفردات ووقائع الحياة.. إن أسئلة من قبيل: لماذا أنا وليس ذاك، أو لماذا هو ولستُ أنا أو ما شابه من أسئلة، إنما تثير الإحباط أكثر من التحفيز والعمل بإيجابية، وهو ما يستدعي الابتعاد عن تلكم النوعية من التساؤلات والمقارنات، والسير في الحياة وفق مفهوم أن المرء منا هو عالم بذاته، يعمل ويستخلص العبر من تجارب غيره ويستثمرها في تحقيق أهدافه القريبة والبعيدة، ومتى قام بذلك فهو دون شك سائر على الدرب الصحيح، والله دوماً وأبداً هو الهادي إلى سواء السبيل، ومن يهديه الله فلا مضلّ له.