19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أثيرت قبل أيام مسألة موقف الشرع من غناء المرأة وصوتها، وهل من المباح أن تغني امرأة محجبة أمام الملأ، وهل يكون ذلك تشويهاً للحجاب، أم أن اقتحام المحجبات ميادين جديدة هو انتصار للمحجبة وإثبات على أن بإمكانها التفوق والتقدم في جميع المجالات... أثيرت هذه الجلبة إثر فوز محجبة بالمركز الأول في إحدى مسابقات الغناء، فضجّت مجموعات المحادثة ووسائل التواصل الاجتماعي بنقاشات ومناظرات بين مؤيد ومعارض. بالتزامن مع هذا النقاش برز نقاش آخر حول حكم الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية وقبلها نقاش حول حكم إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف، وقبلها نقاش أكثر حدة بين مؤيد ومعارض لمعايدة المسيحيين بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام. زحمة نقاشات مشابهة نشهدها سنوياً بالتزامن مع يوم الأم الذي يحتفل به كثيرون حول العالم، فتندلع المواجهة بين مؤيد للاحتفال بهذا اليوم على اعتبار أنه مناسبة لتكريم الأم وإقرار بفضلها، ورافض لتمييز هذا اليوم عن غيره من أيام السنة.ربما يعتبر البعض أن السجالات التي تتم هي مؤشر إيجابي وتدل على حيوية ونشاط ذهني وفرصة لطرح الأفكار وتبادل وجهات النظر، وهي بديل عن السجالات السطحية السخيفة. يصح هذا الاستنتاج إذا كان فعلاً هذا هو الحاصل، لكن ما نشهده ليس نقاشاً، بل كباش وعرض عضلات ومناكفات وصراع وتباغض وخصام، وصل في بعض الأحيان إلى تراشق الاتهامات بالفسق وأحيان أخرى التكفير.. المشكلة لا تقف هنا، فالمصيبة الأكبر هي أن ذات السجالات تتكرر كل عام، وكل طرف يقدم الأدلة والبراهين ذاتها، وكل طرف يتمسك برأيه دون الاستعداد لسماع الطرف الآخر أو التدقيق في قوة أدلته الشرعية ومتانتها. يطرح كل طرف ما يريد ويسارع بعدها لوضع Block أمام الطرف الآخر، فتتحول الحوارات إلى ضجة في سوق الخضار لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تقدم أي فائدة أو منفعة سوى إشباع غرور أصحابها.المشكلة ليست بهذه الحوارات التي لا طائل منها والتي باتت تستهلك أوقات الكثيرين، بل في أن هناك قضايا أخرى أكثر أهمية، والنقاش حولها ومتابعتها أكثر أهمية وفائدة وجدوى. فالأمة في أسوأ أحوالها، وبحث سبل مواجهة المؤامرات التي تحاك حولها، وطرق تقديم العون والمساعدة لأبنائها أجدى وأنفع. وقد قال أحدهم: يختلفون حول الحكم الشرعي للتصوير في الوقت الذي يصوّرنا أعداؤنا من أقمارهم الاصطناعية ويزرعون كاميراتهم داخل غرف نومنا.