14 سبتمبر 2025
تسجيلإن من يتتبع آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يجد مقدار ما حظيت به البيئة من اهتمام الإسلام بل أنه ليطيب نفسا وفرحا بغزارة النصوص الداعية إلى رعاية البيئة والاهتمام بسلامتها ونظافتها، وكذلك النصوص المحذرة من الإساءة إلى البيئة أو التسبب في إفسادها وتلويثها، وإن أول ما يقرره الإسلام: أن الله تعالى خلق البيئة نقية، سليمة، نافعة، تسر الناظرين، قال تعالى: (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج* والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج).والبهيج: الشيء الجميل الذي يدخل البهجة والسعادة إلى من ينظر إليه، ثم تأتي بعدها آية أخرى فتقول: (ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد* والنخل باسقات لها طلع نضيد* رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج) وفي الآية 5 من سورة الحج يقول الله تعالى: (وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج)، وقال تعالى: (هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون* ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)، "النخل: 10، 11".وقال تعالى: (وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون* وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)، "النخل: 13، 14".وهكذا تشير هذه الآيات ونحوها إلى أن الله تعالى خلق الفضاء، والأرض، والبحار، والأشجار، ومصادر المياه، وغيرها من مظاهر البيئة وعناصرها خلقها سليمة نقية نافعة للإنسان، بل إن هذه الآيات أضفت بُعداً جمالياً وذوقياً لتنبه الإنسان إلى ضرورة مراعاة هذا الخلق النقي الجميل، والحرص على استمراره والمحافظة عليه.