13 سبتمبر 2025

تسجيل

فنون الماضي (1)

03 يناير 2015

بدخول الآلات الغربية، فقدنا جزءاً مهماً من خصوصيتنا، ذلك أن فنوننا مرتبطة بالإيقاعات والآلات التي تعبر عنا، لقد شاهدت جهازا صغيرا سجل عليه الإيقاعات المرافقة لأداء فن الصوت، شعرت بعدها بالبون الشاسع بين آلة المراويس في أيدي المتميزين، وهذه الآلة الصماء، قس على هذا آلة العود الكهربائي، هذه الآلات بلا طعم أو لون، وهذا ما غلف واقعنا الغنائي، لأننا مع الأسف ننجرف خلف كل ما هو غربي، سواء كان في المأكل أو الملبس أو حتى في إطار الفنون، نعم نأكل ولكن مع الأسف لا نشعر بطعم الأكل، لأنه يخلو من رائحة الأمهات وتعبهن، ومع أن الأقلام وبرامج الإذاعة، وكل المنتمين إلى جيلنا يصرخ، إلاّ أن واقع الأمر يزداد سوءاً.ولكن لماذا أطرح هذا الموضوع وقد سبق أن طرح مراراً وتكراراً؟ السبب أنني شاهدت حلقة تليفزيونية نفضت غبار الذكريات عن فنان سعودي، كان من فرسان البدايات في إطار الغناء السعودي وبخاصة الحجازي واعني محمد علي السندي، رحمة الله عليه، كان السندي سيد الأداء في أداء الدانات والمجسات، وبرحيله وبرحيل فوزي وجميل محمود، وعدد آخر من مطربي الزمن الجميل، اتكأ الجيل الآخر على الأداء بعيداً عن التراث الغنائي المرتبط بالجزيرة، وبخاصة ما اشتهر مثلاً في جدة وتوابعها، وضاع مثلاً تراث ثقافي عظيم، وإلا ماذا نقول عن تراث حسن جاوه؟إن المجسات والدانات جزء من تراث الغناء في الحجاز وجل الفنانين قد خرجوا من الإطار ذاته، ولكن مع الأسف قد ارتموا في أحضان ما أطلق عليه تجاوزاً التطوير.. وفقدنا مع الأسف التواصل مع جزء كبير من تراثنا.