17 سبتمبر 2025

تسجيل

محمد عبدالله المالكي

03 يناير 2013

كلما اقتربت دورة الخليج زادت التصريحات الرنانة .. عادة سارت عليها دورات الخليج منذ عام 1970 فلا تمر بطولة من دون تصريحات مثيرة للجدل وهناك أسماء متخصصة في هذه التصريحات التي تصل إلى دس السم في الدسم. ألا يعتقد الجميع أننا كبرنا على هذا النوع من التصريحات وألا نعتقد جميعا بأن المنطقة نضجت وعلا الفكر بها ومرت بأحداث أهم من هذه التصريحات الهامشية ... أنا من أشد المؤيدين لاستمرار دورات الخليج لما تمثله من تاريخ وتراث للمنطقة ولشبابها بالأخص وأنا أركز على الشباب لأن جميع المطالبين بإلغائها هم مجموعة من الشباب الذين يعتقدون أنهم مازالوا شبابا صغارا فهم ذكرياتهم عن هذه الدورة لا تتجاوز الأحداث التي كانت تحصل في السبعينات وأسماء اللاعبين في تلك الفترة . لندع هذه الدورة للشباب ليحكموا على استمرارها من عدمه فهم الأحق في إطلاق الحكم ومدى استفادتهم منها وهل من الضروري استمرارها من عدمه ونحن نوصل لهم هذا الإرث الذي يجب أن نحتفل ونعتز بأننا أوصلنا الأمانة لهم لكي تتكيف هذه الدورة مع المتغيرات التي تحصل في مجتمعاتنا وفكرنا. التصريحات التي أطلقها الشيخ أحمد الفهد صاحب منصب رئيس المجلس الآسيوي الأولمبي وهو منصب رفيع ويتسم بالدبلوماسية العالية لكن تصريحاتة تتنافى مع أبسط شروط الدبلوماسية ويذكرنا بمرحلة السبعينات والثمانينات التي كانت التصريحات الصحفية أهم ما في هذه البطولة حيث إن الدول الخليجية في تلك الفترة لا تملك في رصيدها أي إنجازات رياضية وهذه الدورة كانت الملاذ الوحيد لها لإبراز العضلات ويقدم المسؤولون أنفسهم كمادة للإعلام المثير آنذاك. يعود الزمان مرة أخرى إلى التصريحات المثيرة وهذه المرة لبست ثوب الشماتة والتشفي والتي كما وصفتها عندما تحدثت عن بن همام في مقال آخر بأن الضرر أتى من الأشقاء وهاهي الصورة تتضح عندما يكشف الأشقاء وجههم بوضوح وبدون مواربة .. كأن العبارات التي تربينا عليها ونربي عليها أجيالنا / خليجنا واحد ودربنا واحد / هي جبال من الوهم والخيال وضحك على اللحى. هذه التصريحات اتسمت بالتشفي والانتقام والهجوم غير المبرر على شخصية أقل القليل يقال عنها بأنها أبدعت وخدمت المنطقة والجميع استفاد من وجودها.. وأنا دائما أقول بأن أقل الدول التي استفادت من مناصب بن همام هي دولة قطر والرياضة القطرية بشكل عام. وهذا دليل علي نزاهتة حيث لم يلعب الحكام لصالح منتخب بلادةو كعادة رؤساء الاتحادات القارية والدولية نحن نعلم من هم وراء أحداث بن همام ونعي تماما من يحبنا ومن يكرهنا ولسنا مغيبين ولكن لا نتحدث عن هذه الأمور بداعي الأخوة وحفظ روح الأشقاء وخليجنا واحد.. إذن ما هو الداعي لهذه التصريحات التي تفرق ولا تقرب .. إذا كانت للإثارة فأعتقد بأن هناك العديد من الموضوعات التي يمكن التلاعب بها والرقص على أوتارها لإثارة الجماهير بدل هذا الموضوع الذي يثير الاشمئزاز.. ليس لأنه يمس فقط بن همام ولكن لأن فيه لغة تشفي وشماتة والتي أجزم بأنها ليست من شيم هذه المنطقة. أنا أوجه هذا السؤال هل يريد أي من أبناء المنطقة أن نفتح الملفات وأن نتعمم عمامة الشماتة والتشفي في الآخرين هذا الأمر ليس بالصعب بل من السهولة أن نرجع للأرشيفات والبحث في كافة النقاط ولدينا أسلحتنا في هذا الأمر ولكن ليس هذا من طبيعتنا أو شيمنا والتربية التي تربينا عليها في التعرض لهذه الأمور وخصوصا مع أشقائنا الذين نعدهم بالفعل أشقاء وليس فقط من خلال التصريحات فقط.