17 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا يجري في مصر؟

02 ديسمبر 2014

ليس من شك عندي أن مجرد فكرة وصول إسلاميين إلى حكم أكبر دولة عربية مثل مصر، لم تكن لتخطر على بال أي جهة عربية أو غربية وشرقية. بل إن قيام ثورة في مصر تحديداً لم يكن أكثر المتفائلين ليحلم بها بسبب القبضة الأمنية للنظام السابق، وطبيعة الحياة في مصر وشعبها التي لم تكن توحي أبداً بإمكانية قيام ثورة على النظام للمطالبة بإسقاطه، بل إن غاية المنى عند أعتى المعارضين للنظام أن يكف شره ويفتح بعض القنوات ليتنفس الناس بعض هواء الحرية في التعبير والعمل.. أما وقد قامت ثورة وأسقطت نظاماً بوليسياً قاسياً بصورة لم يتوقعها أحد ، وسقطت معه مشاريع وأحلام كثيرين في الغرب والشرق، فهذا أمر كان لابد من ضبط ايقاعاته قبل فوات الأوان .. وربما يمكننا القول بأنه قد تم ما أريد له فعلاً، وتم ضبط الايقاع ولو الى حين! تسارعت الأحداث بصورة لم تترك مجالاً للمراقبين من الخارج فهم ما يجري لضبط الايقاعات، فتُركت مصر لشأنها حيناً من الدهر قصير، لتختار رئيسها وحكومتها، بعد ثلاثين عاماً من ديكتاتورية واضحة لا شك فيها.. وتنافس فلول ورموز أخرى وإسلاميين في أول انتخابات رئاسية حرة نزيهة.. خرج منها رموز في التصفيات الأولية لأسباب متنوعة وبقى آخرون، وسارت العملية الانتخابية بسلاسة حتى تفاجئ العالم بهزيمة بارزين ووصول مغمورين، الأول أكثر بروزاً من الآخر، شفيق ومرسي. ظهرت في الجولة الثانية، مشاعر متضاربة، واحتار قسم من المصريين الكارهين لكل ما يمت إلى الفلول أو النظام السابق بصلة، بين مرشح "مباركي" أو محسوب على مبارك ونظامه، ومرشح إخواني من جماعة الإخوان المسلمين، واحتار كذلك القسم الآخر من المصريين ذوي الانتماء الاسلامي أيضاً، والمختلف مع جماعة الإخوان والكاره أيضاً للنظام السابق. وتنافس شفيق ومرسي، فاز الأخير في نهاية السباق، وفرح من فرح، وذهل من ذٌهل.. لكن هكذا الصناديق تتحدث.. فهل رضي الخاسرون والكارهون لكل ما هو إسلامي بالنتيجة؟ هذا حديثنا بالغد إن شاء الله.