17 سبتمبر 2025

تسجيل

حتى لو سال الدم المصري !؟

02 ديسمبر 2014

قلنا بالأمس أنه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المصرية ، صارت المشاعر متضاربة ، واحتار قسم من المصريين الكارهين لكل ما يمت إلى الفلول أو النظام السابق بصلة ، بين مرشح " مباركي " أو محسوب على مبارك ونظامه وهو أحمد شفيق ، ومرشح إخواني من جماعة الإخوان المسلمين وهو الدكتور محمد مرسي ، واحتار كذلك القسم الآخر من المصريين ذوي الانتماء الاسلامي أيضاً ، لكنه يخالف الإخوان وكاره أيضاً للنظام السابق ، ومع تلك المشاعر المتضاربة ، تنافس شفيق ومرسي ، وفاز الأخير في نهاية السباق .. فرح من فرح ، وذهل من ذٌهل .. وهكذا تحدثت الصناديق كما تعلمنا من الغرب الديمقراطي !! ولكن هل رضي الخاسرون والكارهون لكل ما هو إسلامي بالنتيجة ؟ أكاد أزعم أن من خسر الانتخابات وذهل من النتائج لم يقبل بها ولا بالأمر الواقع ، وكفر بكل مبادئ الديمقراطية التي كان ينادي بها في زمن ما !! وقرر أن يتكاتف مع المجلس العسكري بصورة وأخرى لأجل ألا تسير البلاد بصورة مريحة ، فكانت صولات وجولات العسكر مع الرئيس الجديد حتى جاء مرسي وأذهل الجميع بقرارات أنهى العسكر من الحياة السياسية .. ولكن هل اتعظ الخاسرون ؟ بالطبع لا ، إذ بدأت جولات أخرى ، بعد تصميم خفي شعر به كل متابع للأحداث حينها ، أن المسألة صارت معركة أو صراع للبقاء ، إما نحن أو مرسي وجماعته ، لتتوالى الأحداث والتحرشات والاحراجات بين الفينة والفينة ، ودخل على خط الصراع ، بقايا النظام السابق المنتشرين والمتجذرين في وسائل الإعلام وفي السلطة القضائية ، وتحديداً المحكمة الدستورية ، التي بدأت تفكك مؤسسات أنجـزها أو أنتجها النظام الجديد ، فبدأت بالبرلمان ، ثم اللجنة التأسيسية للدستور ، انتظاراً لبت الأمر في الشورى واللجنة التأسيسية الجديدة لوضع الدستور !! لم يكن أمام الرئيس المنتخب حينها من خيار سوى اصدار اعلان دستوري ، جاءت بنودها لحماية عملية صناعة الدستور ، ومجلس الشورى ، وحماية لمؤسسة الرئاسة من أن تصل إليها أيادي المحكمة الدستورية التي تبين أنها كانت تتربص بمنصب الرئاسة بصورة وأخرى لإزاحة أول رئيس منتخب في البلاد منذ عهد فرعون موسى ! فكانت قرارات مرسي تلك بمثابة الصاعق الذي فجر مشروع المناوئين له ، والذي تمثل بكل وضوح هذه المرة في عدم تمكين الإسلاميين من حكم البلاد بأي صورة ممكنة ، ولو سال الدم المصري في الشوارع والأزقة والحارات .. فماذا جرى بعد ذلك ؟ هذا سيكون حديث الغد بإذن الله .