03 نوفمبر 2025

تسجيل

عمارة بيوت الله

02 ديسمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال الله تعالى :"انما يعمّر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة واتى الزكاة..."،صدق الله العظيم (سورة التوبة )،والعمارة هنا لا تقتصر على اقبال جموع المؤمنين على أداء صلاة الجماعة في بيوت الله فقط، بل بالمعنى الأوسع والأشمل بناء المساجد والجوامع والمصليات ، أو اعادة تأهيلها واصلاحها وترميمها وتوسعتها بما يتناسب مع الأوضاع المستجدة في المكان والزمان. من مسؤولية ادارة المساجد في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية جميع هذه الأمور المذكورة أعلاه وغيرها ،واعتقد ان هناك جهات تابعة للوزارة مختصة برسم ووضع الخرائط الطبوغرافية لبيوت الله، وجهات أخرى لاحالة مناقصات البناء على المقاولين المؤهلين ومتابعتهم خطوة بعد خطوة للاطمئنان الى حسن العمل ومساره حسب الاتفاق ..الخ.اللافت بعد جولة ميدانية شملت مناطق في الدوحة أن عددا من المساجد تحت الترميم والتوسعة مضى على اغلاقها شهور عديدة، وأعمال الصيانة فيها تسير ببطء يثير الاستغراب والتساؤل، أو أن أعمال التأهيل اما متوقفة، أو أن المتعهد، أي المقاول لم ينجز المطلوب منه في العقد في الوقت المحدد لغياب المتابعة والمحاسبة من الجهات المسؤولة في الوزارة، أو لأسباب أخرى تقصيّنا عنها، منها مثلا أن المقاول والمتعهد أنجز ما هو مطلوب منه، وعند التسليم يأتي المسؤول من الوزارة ليرفض أمرا ما في الترميم والتصليحات والتجديدات، فينشب الخلاف بين الطرفين، مما يترتّب عليه تأخير اعادة فتح بيوت الله للمصلّين، كما حدث لمسجد كبير يقع على طريق الدائري الرابع على سبيل المثال، وفي مناطق المطار وأم غويلينة والسد والمرقاب ومعيذر والنجمة..الخ.في الحقيقة، عندما تحققنا من المسألة أعلاه خرجنا بالملاحظة المهمّة التالية، انه لو كان هناك متابعة من المسؤول في كل خطوة من اعادة تأهيل وتجديد بيوت الله، وبالتالي الوقوف على مراحل أعمال التوسعة والترميم لما يحصل أي اشكال ولكن هو التكاسل واللامبالاة والتسيّب، وعدم تقدير المسؤولية ، وكل ذلك مدعاة للشكوك والظنون. وفي مسار التجوّل الميداني، ننبّه الى مسألة في غاية الأهمية، وهي تتعلّق بتشجير وزراعة المساحات الأرضية المحيطة ببيوت الله لما في ذلك من اضافة جمالية خضراء، وما توفره الأشجار من ظلال على المصلين في الساحات الخارجية للمساجد والجوامع تقيهم حرارة الشمس في الصيف، ولما لهذه الأشجار من فائدة تمنع أو التقلل من تأثير الزوابع الرملية في أشهر الحر القائظ.وأحسب أنه كما هنالك اهتمام جاد من وزارة الأوقاف أو المحسنين بزخرفة المساجد من الداخل وتجميلها بالانارة والرخام والسجّاد الفاخر والمنمنمات، فيجب أن يكون هناك اهتمام مواز لتجميلها من الخارج المحيط بها، بالأشجار والمساحات الخضراء تسرّ الناظرين. والغريب أن ساحات بعض المساجد ترى فيها أحواضا أسمنتية خصصت للزراعة، لكنها جرداء ،الاّ أن المسؤولين على ما يبدو لم يراعوا هذه المسألة ويعطوها اهتماما مناسبا، فالناظر الى غالبية مساجدنا وجوامعنا لا يرى سوى كتلا أسمنتية جميلة البناء والهندسة ، لكنها بلون واحد فقط وهو لون الاسمنت الرمادي الباهت، وبالتالي فهي بحاجة الى بعث البهجة فيها وكسوتها بالأشجار والزراعات الخضراء. حدّثني أحد المصلين من القاطنين بالقرب من أحد المساجد أنه يقوم بين فترة وأخرى بنفسه بمد خرطوم المياه من منزله ليروي بعض الأشجار المحيطة بالمسجد. ...يتبع الثلاثاء المقبل.