15 سبتمبر 2025
تسجيلقد يكون شرخاً واحداً وقد تكون عدة شروخ في مؤسسة ما، وقد يكون المتسبب بهذه الشروخ إما المسؤول الأول في المؤسسة أو موظفا ما أو من القرارات المتسرعة أو الإجراءات المتبعة في هذه المؤسسة أو في تلك الهيئة أو المنظمة. فكثرة الشروخ تدمر العمل المؤسسي لا سيما عندما تضعف العلاقات الإنسانية بين جميع العاملين في المؤسسة. وعندما تطبق القوانين والإجراءات واللوائح المؤسسية على البعض وتقفز عن البعض. وعندما يكون الهم الأول والأخير للمسؤول الظهور الإعلامي وكثرة التصريحات وتجاهل شؤون المؤسسة اليومية. وكذلك عندما تكثر الاجتماعات في المؤسسة على حساب العمل ومعاملات المراجعين. وعندما يسود الصراع على المناصب العليا في المؤسسة فيقدم من هو قريب من المسؤول الأول ويؤخر غيره من أصحاب الكفاءة، وعندما يُهتم بالشكليات ويُترك الجوهر والأساسيات. وعندما تفقد المؤسسة بعض قيمها المؤسسية كالجدية والالتزام والدقة. وعندما تجمد اللوائح المنظِمة للعمل وتتوقف عن التعديل والتطوير. وعندما تكثر التعديلات على الهيكل التنظيمي أو يتأخر في إقراره للمؤسسة. وعندما تكون المحسوبية والازدواجية والنزعة القبلية المرفوضة من المجتمع التي ما زالت تعشش في أذهان وواقع البعض. وعندما يعتقد بعض من في رأس الهرم المؤسسي أن المؤسسة التي يديرها بأنها مؤسسته وينسى أنها مؤسسة حكومية وأن المنصب هو تكليف وأمانة وليس تشريفا ووجاهة وفخفخة. وعندما تجثو على تفكير المسؤول الأول في المؤسسة قيمة الانتقام من بعض الموظفين الذين يخالفونه الرأي والتوجه، وعندما تتداخل الأدوار والمهام بين العاملين، وعندما يضعف الحوار وتقبله من الآخر والنقد البناء بين العاملين. من يتسبب في إحداث شرخ في وزارة ما أو هيئة فعليه أولاً أن يصلح ما أحدثه من شرخ أو شروخ، وإذا لم يستطع أن يُصلح فلتكن لديه الجرأة في أن يعلن استقالته وأنه لا يستطيع مواصلة العمل في إدارة هذه الوزارة أو الهيئة أو المؤسسة أو أي منصب إداري يكون فيه. فالمنصب أمانة وأي أمانة فاستشعار قيمة الأمانة واجب. فمن يضع لبنة قوية وفي مكانها الصحيح في البناء المؤسسي ليشيّد على أسس متينة جدير أن يقدّر ويُشكر. " ومضة " العمل أمانة... فلا يخدعنك بريق المال الزائل وسراب المنصب المرتحل.