18 سبتمبر 2025

تسجيل

عندما أثبت العبدالقادر في الإحساء علاقة القلب بالكون

02 ديسمبر 2012

في خضم أحداث غزة الأخيرة والتراشق المسلح بين عدوان إسرائيلي مكثف ومبرمج وبين إمكانات محدودة لأهلنا في غزة دفاعاً عن حياضهم وتاريخهم كانت الأنفس توغل في الإحباط لاسيَّما ومحيطنا العربي تلفه الأزمات وظروف التحول وتبعاتها كما في العديد من الدول العربية. فروح الانهزامية تلاحق الإنسان العربي صباح مساء بمثبطات الإبداع في زمن لا نملك فيه سوى أن نكون ظاهرة صوتية مستمرة نتغنى دائما بمعلقاتنا وبمجد كبير أضعناه مابين الأندلس وحضارة كنا ذات يوم نحن صناعها ومحورها بعلومنا وأدبنا. وحيث كانت الظروف تلك تهزم فينا كل مبادأة أو أمل يعيد فينا حماسة الإنجاز كانت نخيل الإحساء تحتفل بعالمية طبيبها البروفيسور عبدالله العبد القادر والذي فاز بالميدالية الذهبية من المنظمة العالمية للتعاون العلمي لهذا العام 2012م متخطيا بذلك عددا كبيرا من أكفأ العلماء في مجالات طب القلب ومعالجاته ومحققي السبق العلمي العالمي من جميع دول العالم. فالطبيب السعودي العبدالقادر وفريق عمله الطبي في مركز الأمير سلطان لطب القلب في الإحساء والمكون من كبار العلماء ووفقا لحيثيات الجائزة فقد أسهم الفريق في توضيح الحقيقة الغامضة من أن جهة التواصل والتخاطب بين الأكوان والإنسان هي نبضات قلبه وما تحمله من مجالات طاقة ضخمة. وكان العبدالقادر الذي احتفلت واحة الإحساء مسقط رأسه بين نخيلاتها بتتويجه بهذه الميدالية في مؤتمر طب القلب الذي عقد في الإحساء مؤخرا تحت عنوان "القلب ملك الأعضاء" وحضرت فعالياته نخبة من العلماء وأطباء جراحة القلب من مختلف دول العالم الذين التأموا لعرض تجاربهم العلمية في مجالات طب القلب والاحتفاء بزميلهم الذي قدم إضافة علمية عن علاقة القلب بالفلك وحركة الأكوان وكيف يمكن الاستفادة من هذه التناسقية الطبيعية في طب القلوب ومعالجتها. وقد كانت مسائية الاحتفال بالدكتور العبدالقادر ليلة استثنائية أضفت الزهو والفرح إلى نفوس كل العرب ممن اشتاقوا إلى بروز الأمة في مجالات العلوم والطب تحديداً والذي كان للعرب فيه حضور عندما وضع ابن سيناء وابن رشد وابن حيان وغيرهم من علماء صدر الأمة أسس علوم الطب والصيدلة وترجمت عطاءات ذلك الرعيل إلى لغات العالم ولا تزال أطروحاتهم تُدرس في جامعات العالم العريقة وكما يذكر الدكتور العبدالقادر لجريدة الوطن السعودية بأن فوزه بهذه الجائزة العالمية جاء بعد نحو عقد على تأسيس فكرة مؤتمر " القلب ملك الأعضاء " وهو مؤتمر يعقد كل عامين في محافظة الإحساء السعودية. ويستضيف المؤتمر عددا من العلماء في مجالات الطب والفضاء والجيولوجيا على مستوى العالم. فالعبدالقادر بفكرته العلمية هو أول طبيب في العالم يلفت نظر المجتمعات العلمية العالمية للخروج من الدائرة الضيقة لنظر العلماء للقلب البشري على أنه مجرد مضخة للدماء فقط حيث أثبت أن للقلب دورا في استقبال وإدارة وبرمجة المعلومات ومن ثم إرسالها إلى بقية أنحاء الجسم بدءاً من الدماغ والأدق من ذلك هو لفت أنظار العلماء إلى العلاقة الكونية الوثيقة بين القلب البشري وتردداته الدنيا بسبع ترددات كونية وإمكانية التناغم بينها وبين القلب البشري في حالة الصفاء والطمأنينة وعلاقة ذلك بالانفجارات الشمسية خلال مئات السنين. والعبدالقادر قدم المزيد لبحث سابق للعالم الروسي البروفسور تشوفونسكي وهو أول من لفت الأنظار إلى هذه العلاقة في العصر الحديث خلال الحرب العالمية الأولى حيث لاحظ أن أشرس المعارك وأكثرها دموية مرتبطة ارتباطا وثيقا بانفجارات شمسية وتحولات كونية. وأحدثت نظرية العبدالقادر ردود فعل عالمية. ومن بينها تأكيد علماء وأطباء قلب عالميين بأن نزع الأجهزة الطبية عن المتوفين دماغيا قرار خاطئ وكذلك تبرئة الطعام الدسم من كولسترول الدم والتسبب في النوبات القلبية وهو ما صاحبها من جدل واسع داخل وخارج المؤتمر وتناولته الصحف العالمية والمجلات العلمية المتخصصة وبشكل واسع. ويأتي فوز العبدالقادر خطوة في مسار عطاء الأمة وبروز رجالها في ظل زخم من الإحباطات المتلاحقة.