13 سبتمبر 2025
تسجيلتحتضن الدوحة هذه الأيام أكبر فعالية في تاريخها، وهي النسخة الثامنة عشرة من مؤتمر الأمم للتغير المناخي بمشاركة حوالي 17 ألف شخص، ووسط تغطية إعلامية غير مسبوقة يقوم بها 1700 صحفي من قطر وخارجها، إلى جانب 100 محطة تلفزيونية. تكمن أهمية هذا المؤتمر في أنه يناقش التحدي الأخطر الذي يواجه سكان هذه الأرض البالغ عددهم سبعة مليارات نسمة وهو التغير المناخي، ويبحث في السياسات والخطوات العملية التي يجب اتخاذها لمواجهة هذا التحدي على الأمدين القصير والطويل. والتغير المناخي بمفهومه البسيط هو اختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وانماط الرياح التي تحدث في منطقة معينة في كوكب الأرض. والمشكلة ان الإنسان الذي يعمر الأرض هو نفسه الذي يهدمها أيضا، فالاستهلاك المفرط للطاقة وارتفاع الطلب عليها بشكل مطرد يعني حرق المزيد من الوقود خاصة النفط والغاز والفحم، وبالتالي رفع نسب الغازات التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. وهذا ما أدى إلى عواقب وخيمة لم يكن بالإمكان التنبؤ بها، منها ارتفاع درجات الحرارة، وتكرار حدوث الأعاصير المدمرة، والفيضانات، والزلازل والبراكين وغيرها من الكوارث الطبيعية. ومنذ سنتين رأى خبراء الجيولوجيا والبيئة بأن التغيرات التي تطرأ في كوكب الارض خلال الأعوام 50 عاما المقبلة تعادل حجم التغيرات على كوكب الارض لمدة 4 ملايين سنة بفعل العامل الطبيعي. وهو ما يؤكد أن الإنسان هو السبب الرئيسي فيما يحدث في كرتنا الأرضية دون أن يعي خطورة ما قام به. لكن الحلول موجودة للتغلب على هذه المشكلة، من خلال استخدام الطاقة البديلة والمتجددة كالشمس والرياح والامواج. وعلى هامش المؤتمر افتتحت أمس صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أول منشأة متخصصة في اختبار الطاقة الشمسية بواحة العلوم والتكنولوجيا. وستدعم هذه المنشأة نشر فكرة استخدام الطاقة الشمسية في قطر والخليج. على أن مسؤولية مواجهة مشكلة التغير المناخي لا تقع على الدول والشركات فقط، إنما هي مسؤولية الأفراد أيضا. ومثل الدولة، نحن المواطنين والمقيمين باستهلاكنا الأمثل للطاقة والترشيد في استخدامها نساهم في الحل.