11 سبتمبر 2025

تسجيل

الحياة ستعطيك على قدر ما تستعد لها

02 نوفمبر 2018

كان هناك مدرس مجتهد يقدر التعليم ويستمتع في مهنتة مهنة التدريس، أراد أن يختبر طلابه وأقدم على فكرة غريبة وجديدة، وقد قام باحضار ثلاثة نماذج للامتحان، يناسب كل نموذج منها مستوى معيناً للطلبة. النموذج الأول هو عبارة عن أسئلة صعبة هو للطلاب المتميزين، والنموذج الثاني للطلاب المتوسطين المستوى والعاديين، والنموذج الثالث هو أسئلة سهلة لطلاب ضعيفي المستوى والذين لم يستعدوا للاختبار. وبعد ذلك قام الطلاب باختيار ما يناسبهم وتباينت الاختيارات، وبدأوا في حال الاختبار، فبعض الطلاب الذين اختاروا الأسئلة الصعبة شعروا بأن الكثير من الأسئلة ليست بالصعوبة التي توقعوها!.. وأما الطلاب العاديون، فقد رأوها بالفعل أسئلة عادية قادرين على حل أغلبها، وتمنوا من داخلهم لو أنهم طلبوا الأسئلة الأصعب، فربما نجحوا في حلها هي الأخرى؟ والصدمة الحقيقية، كانت من نصيب أولئك الذين اختاروا الأسئلة الأسهل، فقد كانت هناك أسئلة لا يظنون أبداً أنها سهلة. وقف المدرس يراقبهم، ويرصد ردود أفعالهم، وبعد أن انتهى الوقت المحدد للاختبار جمع أوراقهم، ووضعها أمامه، وأخبرهم بأنه سيُحصي درجاتهم أمامهم الآن، دهش الطلاب من طريقة معلمهم فالوقت المتبقى من الحصة لا يكفي لتصحيح ثلاثة أو أربعة طلاب، فما بالك بأوراق الفصل كله ؟! وسرعان ما أفشى المعلم أسرار ذلك الاختبار، فأول مفاجأة، تمثلت في أن نماذج هذا الاختبار كلها متشابهة، ولا يوجد اختلاف في الأسئلة، أما ثاني مفاجأة، فكانت في منح من اختاروا الأوراق التي اعتقدوا أنها تحتوي على أسئلة أصعب من غيرها درجة الامتياز، وأعطى الذين ظنوا أنها أسئلة عادية الدرجة المتوسطة، أما من اختاروا الأسئلة التي فكروا في كونها سهلة وبسيطة، فقد حصلوا على درجة ضعيفة. وبعد أن أبدى الطلاب الذي اختاروا الاسئلة العادية والسهلة أعتراضهم، أكد لهم المعلم أنه لم يظلم أحداً وأنه أعطاهم ما اختاروه هم لأنفسهم، فمن كان واثقاً في نفسه وفي استذكاره طلب الأسئلة الصعبة، فاستحق العلامات النهائية، ومن كان يشك في إمكانياته ويعرف أنه لم يذاكر طويلاً، فقد اختار لنفسه الأسئلة العادية وحصل على العلامة المتوسطة، أما الطلاب الضعاف المهملين الذين يرون في أنفسهم التشتت نتيجة لهروبهم من التركيز في المحاضرة أو الحصة، ثم تجاهل مذاكرة الدروس، فهؤلاء فرحوا بالأسئلة السهلة، فلم يستحقوا أكثر من درجة ضعيف. خاطرة،،، الحياة مثل اختبار المعلم الصعب ونحن الطلاب فيها، وسوف تعطينا على قدر ما نستعد لها، ونرى في أنفسنا من قدرات للنجاح، وأن الآخرين سواء أكانوا أساتذة أو رؤساء عمل أو حتى أصدقاء ومعارف لن يعطوك أبداً أكثر مما تعتقد أنك تستحق، وإذا أردت الحصول على أعلى الدرجات في سباق الحياة، عليك أن تكون مستعدا لأصعب الاختبارات دون خوف أو اهتزاز ثقة، وتذكر دائما بأن الحياة ليست منصفة ولابد من أن تكافح للحصول على ما تريد. [email protected]