20 سبتمبر 2025

تسجيل

شركات شافطة!!

02 نوفمبر 2016

الشركات الشافطة للمال، هي تلك العابرة للقارات، التي لا تتجرأ أن تقف في وجهها الدول ولا المنظمات الدولية. هي من لها اليد الطولى في إدارة شؤون العالم، السياسية منها والاقتصادية، وما ينتج عنهما من مشكلات وأزمات، وكوارث في أحيان أخرى. شركات إنتاج المشروبات الغازية، لاسيما تلك الغارقة بالسكر، وشركات صناعة الأدوية، وإنتاج السلاح، ومثلها التقنية، وتلك العاملة في إنتاج الأغذية ذات القيمة الغذائية المنخفضة، نماذج للشركات الشافطة عابرة القارات.تلك الشركات صارت تسيطر اليوم على نصف التجارة الدولية تقريباً، وتنتشر في مواقع جغرافية من العالم كثيرة، وتفرض قيودًا شديدة على المعلومات المتعلقة باستثماراتها ومبيعاتها وأرباحها. فقد أشار تقرير لمنظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أو ما يعرف بـ " الأونكتاد " ، إلى سيطرة هذه الشركات على التجارة العالمية. حيث توجد حوالي 15 شركة تجارية كبيرة تتحكم في 90% من تجارة القطن العالمية، وثلاث شركات تتحكم في 75% من تجارة الموز، وخمس شركات تتحكم في 75% من تجارة الكاكاو، وست شركات تتحكم في 90% من تجارة التبغ والدخان..هذه الشركات هي الأذرع المالية والاقتصادية للدول الغربية الكبيرة، التي وإن خرجت عسكرياً من العالم النامي أو جنوب الكرة الأرضية، كنهاية لمرحلة الاستعمار العسكري، إلا أنها رجعت بوحشية جديدة عبر هذه الشركات الرأسمالية، التي تبدو رقيقة المظهر، إلا أنها تستنزف وبإجرام، موارد الجنوب لأجل الشمال، في مقابل دراهم معدودة لأصحاب الموارد.ما يهم في هذا الموضوع هو دور الشعوب في فهم طبيعة هذه الشركات، وكيف يمكن التخفيف بعض الشيء من وحشيتها. فقد بات في حكم المؤكد أن الحكومات لا تقدر على المواجهة لاعتبارات وقيود دولية كثيرة على شكل اتفاقيات ومعاهدات وغيرها، لكن تبقى للشعوب دوماً كلمتها المؤثرة من بعد أن تتفهم الأمور. وأهم التحركات الإيجابية للشعوب، هو ضبط النفس في مسائل الاستهلاك، سواء على مستوى الغذاء والشراب، أو غيرها من كماليات. إن تم الضبط هنا، فبقية الخطوات ستكون أسهل وأيسر..