11 سبتمبر 2025
تسجيلهل ابتليت بشخص فضولي؟ إن حدث كان الله في عونك؛ لأنك ستعاني حتما مما ستضيق روحك به، وذلك أن الفضولي إنسان لزج، لا يعرف الحس المرهف، ولا يفهم من النظرة، ولا الإشارة، ولا حتى الكلمة الصريحة! كل ما يهمه أن تصل قرون استشعاره إلى ما يريد معرفته، وهو عادة بلا عمل؛ لذا يملأ فراغ حياته بالتدخل في شؤون خلق الله، لا يراعي الذوق، ولا الواجب، ولا الأصول، المهم دائما جمع حصيلة أخبار يجترها في سهراته! وهو أيضا لحوح مهما تبتعد يتبعك، يتتبع أخبارك، يدُس أنفه غصبًا عنك في خصوصياتك، إن لم ترد على الهاتف الأرضي، طلبك على المحمول، وإن لم ترد على المحمول، داهمك في بيتك ليس لقلقه عليك، ولا لأنك (وحشته موت)، كل الحكايه فضول ممجوج لمعرفة ماذا تفعل، أين ذهبت، لماذا سافرت، متى عدت، مشاريعك! الغريب أن هذا الصنف من الناس يشبه معدن (الستانليستيل) لا يؤثر فيه نهر، أو زجر، أو صد، أو تجاهل، أو إقصاء! الحل إذا ما ابتليت بشخص فضولي، أن تتخلى عن أدبك الجم للحظة وتجمع كل جرأتك لتقول له (من فضلك أزح لزاجتك عني، يعني بالبلدي حل عني)، على فكرة ممكن يضحك (ويحكيلك) نكتة ويبدأ حديثا جديدا أو سؤالا عن الحال، والعيال، والأحوال، وآخر أخبارك، وساعتها ممكن يرتفع ضغطك، وسكَّرك، ويزمجر قولونك، وتنفقع مرارتك، ويأخذك هو إلى المستشفى لإسفاعك..ربنا يعينك!.* ساعات ود خالصة جمعتني بصديقة العمر الحبيبة (نادية الجندي) صاحبة أجمل صوت سمعته يقرأ نشرة أخبار، جرى شريط الذكريات، حصيله سنوات، ما زالت (نادية) بوفاء صاف تذكر قطر، وبيتها، وجيرانها، وزملاء الإذاعة، إدارة، ومهندسين، ومذيعين، ما زالت تحنُّ إلى أيامها في الدوحة، تسألني عن أسماء كثيرة بذاكرة طازجة، وتستحلفني أن أنقل سلامها ومحبتها لكل من عرفها في قطر، وحمّلتني أمانة أن أقول لكل من جمعه بها عمل أو زمالة (سامحني إن كنت يوما أخطأت دون قصد)، نادية الجميلة خِلقة وخُلقا تطلب السماح وما عهدتها والله إلا جميلة المعشر، طيبة القلب، دافئة اللسان، حانية المشاعر، صافية، صادقة، شهادتي مجروحة، لكني أشهد بما رأيت منها طوال أكثر من خمسة عشر عاما امتدت حتى اليوم وكلها بيضاء نقية، نادية الغالية لقد بلّغت بالكتابة أمانتك..اللهم فاشهد. * للمرة الألفين، التدين ليس جلبابا قصيرا، ولا سبحة، ولا لحية، ولا (زبيبة)، ولا صلوات الخمس بالمسجد، ولا طول النهار قال الله، وقال الرسول، ولا هجر الحياة، والتنطع..التدين أخلاق، ومن الآخر "الدين المعاملة".* طبقات فوق الهمس* كل العيون مفتوحة، لكن ليس كلها مبصرة، كي تصدق اسأل نفسك ماذا تعرف عن ألم جارك! ماذا تعرف عن ضائقة زميلك! ماذا تعرف عن أحزان فرّاش مكتبك! بل ماذا تعرف عن أوجاع شريكتك التي تجلس أمامك! أحوالنا تقول إننا نرى ولا نرى! طيب لو خلعت عينيك ووضعت مكانهما جوهرتين أتراك تبصر؟. * كاد يغشى على الأم عندما قالت لها ابنتها (أنا في ورطة...أنا حامل)، دارت الدنيا بالأم وساعتها أدركت قيمة النصيحه التي تجاهلتها، وأيقنت أن عينها المغمضة عن التربية، وتساهلها جلب فضيحة رغم كل محاولات كتمها فاحت رائحتها، وذاعت أخبارها! يا أمهات انتبهوا للبنات فكسرهن لا يجبر، وهن عنكن أمانات.* أفراحنا نكتمها عن البعض، ونبوح بها للبعض، إنها تعليمات القلب الذي يحدد من الحبيب الذي يسرنا مشاركته، والقلب وما يريد.