13 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا تخلو مناصب المنظمات الإقليمية والدولية من توظيف القطريين؟!

02 نوفمبر 2014

أصبح دور وزارة الخارجية القطرية مطلوبا في العمل على توظيف الكوادر القطرية في المناصب القيادية الخارجية داخل المنظمات او المؤسسات الاقليمية والدولية، وبخاصة العمل في أقسام ووحدات وادارات ورئاسة قطاعات هذه المؤسسات التي تمنح بعض الوظائف الشاغرة لكل دول العالم دون استثناء.ومن هذه المنظمات والمؤسسات الاقليمية والعالمية مثلا: مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية، ومنظمة اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة الامم المتحدة، والجامعة العربية وغيرها من المنظمات العربية والاجنبية الاخرى التي تخلو من القطريين بكل أسف.وخلال السنوات القليلة الماضية لوحظ ان الكثير من الدول تهتم بتوظيف أبنائها وبناتها في المنظمات الاقليمية والعالمية كاحد الحقوق المشروعة لها اسوة ببقية دول العالم، ولذلك فمن واجب الجهات المسئولة في الدولة عن هذه المسالة ان يكون دورها فاعلا نحو هذه الاتجاه. * وظائف شاغرة تبحث عن القطريينوهذه الوظائف الشاغرة في هذه المنظمات والمؤسسات الخارجية تتطلب من وزارة الخارجية القطرية التنسيق أكثر مع الجهات الحكومية وغير الحكومية سواء كانت المدنية او العسكرية منها.ومما يلاحظ في اكثر دول الخليج المجاورة انها اكثر اهتماما بهذا الجانب، حيث تقوم بمتابعة الوظائف الشاغرة في تلك المؤسسات والمنظمات الاقليمية والعالمية واستغلالها لصالحها بما يخدم دولها.وهذا الحق هو احد الحقوق المشروعة لدولة قطر، وهناك عدة حلول لاستغلال هذه الوظائف لصالحنا كما تفعل الدول الاخرى، وقد يكون احد الحلول المقترحة لشغل هذه الوظائف التي تبحث عن القطريين هو الاستفادة من المتقاعدين الذين تقاعدوا عن العمل قبل السن القانونية للتقاعد، أو تعيين بعض العسكريين الذين تقاعدوا بعد ان صرفت عليهم الدولة ملايين الريالات.وفي الامانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي — مثلا — نجد نسبة القطريين العاملين فيها قليلة وضئيلة بل ومخجلة، مقارنة بعدد أبناء دول المجلس الأخرى الذين تزيد نسبتهم عن نسبة الموظفين القطريين بدرجة عالية، وهو ما يدعو وزارة الخارجية القطرية الى عدم اهمال هذه المؤسسة الاقليمية التي يجب ان توظف فيها الكوادر القطرية بنسب متساوية مع دول الخليج الاخرى، مع عدم التركيز على الوظائف القيادية فقط واهمال الوظائف الاخرى مثل رئيس قسم أو مدير ادارة أو مساعد امين عام وغيرها. * القطريون والمنظمات الإقليمية والدوليةهناك الكثير من المواطنين الأكفاء من المتقاعدين الذين بحاجة الى من يحتويهم ويلحقهم في مثل هذه المؤسسات والمنظمات، ولهم الاولوية في ذلك. وكم انفقت الدولة من ملايين الريالات على تاهيل هؤلاء من خلال الدراسات الجامعية والدراسات العليا، بجانب الدورات التدريبية لصقل مواهبهم الادارية والمهارية.أمثال هؤلاء الموظفين القطريين لا ينبغي تسريحهم والتخلص منهم بإحالتهم الى التقاعد بجرة قلم، بينما هناك الكثير من الوظائف في المنظمات والمؤسسات الاقليمية والدولية تنتظر تعيين امثال هؤلاء لشغل تلك الوظائف التي لا تستفيد منها دولة قطر بل تستفيد منها الدول العربية الاخرى.وعلى سبيل المثال نجد ان منظمة الصحة العالمية يوجد بها مكتب اقليمي لشرق المتوسط الذي يوظف مجموعة متنوعة من العاملين سواء لأمد طويل أو لفترات مؤقتة في بلدان إقليم شرق المتوسط. ووفقاً لمهمة منظمة الصحة العالمية المتمثلة في تبوؤ موقع القيادة العالمية في مجال الصحة العمومية، تقوم المنظمة بتوظيف المختصين الصحيين، والأطباء، والعلماء، والمختصين في الوبائيات، وكذلك من لديهم خبرات في الإدارة والمالية، ونظم المعلومات، والاقتصاديات، والإحصاءات الصحية، والتأهب للطوارئ ومواجهتها.وتتيح المنظمة ما يلي:— بيئة عمل ديناميكية ودولية مع القوى العاملة المتعددة الثقافات.— فرص للازدهار الشخصي والتطوير المهني.— أجور تنافسية وحزمة ضمان اجتماعي وفقاً لرواتب وحوافز الأمم المتحدة.والشيء نفسه يقال عن المنظمات والمؤسسات الاقليمية والعالمية الاخرى مثل:منظمة اليونسكو للثقافة والتربية والعلوم، ومنظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة (فاو)، والمنظمات الدولية لحقوق الانسان، والجامعة العربية، والامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، ومؤسسات المتاحف والفنون، والمنظمات العربية والاقليمية الاخرى وهي كثيرة. * تفعيل دور وزارة الخارجيةمن هنا فان تفعيل الدور الريادي لوزارة الخارجية القطرية يجب ان يكون حاضرا وبارزا في هذه الناحية، من خلال الاهتمام بتوظيف الكوادر القطرية في المؤسسات والمنظمات الاقليمية والدولية لشغل الوظائف الشاغرة تلك، حتى لو تطلب الامر الاستفادة ممن تجاوز الستين ما دام الموظف يتمتع بالقدرة على العمل والانتاج بعد هذه السن.ونحن نعلم ان الكثير من القيادات العالمية ممن يشغل الوظائف في هذه المنظمات والمؤسسات قد تجاوزوا الستين او السبعين، والثمانين أحيانا، سواء كان ذلك عن طريق الترشيح او الانتخاب، ولناخذ بعض الامثلة الحية على ذلك:" بان كي مون " امين عام الامم المتحدة وهو من مواليد سنة 1944 م أي ان عمره سبعون سنة، أو "جوزيف بلاتر" رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وهو من مواليد عام 1936 أي ان عمره يقترب من الثمانين سنة، وغيرهما كثير، رغم ان مثل هذه الوظائف مجرد وظائف تشريفية وتكليفية!!.فالعمر ليس عائقا امام تعيين أي شخص ما دامت كانت النوايا صادقة لتوظيف ابن البلد في مثل هذه المحافل، ودور الجهات المسئولة في قطر يجب ان يكون واعيا ومهتما بهذه الوظائف وعدم اهمال هذا الجانب، ومطلوب من مجلس الوزراء الموقر في قطر التنبه لهذه المسألة المهمة للارتقاء بالكفاءات القطرية وتأهيلها في المحافل الاقليمية والدولية للاستفادة منها في بناء الوطن!!. * كلمة أخيرة:لعل الهدف من توظيف القطريين في مثل هذه المؤسسات والمنظمات الاقليمية والدولية هو الاستفادة من كامل خبرات المنظمات الأكبر والأقدم في كافة المجالات، وفق أحدث المعايير وإعداد عناصر من كوادرنا الوطنية المتخصصة وعالية الكفاءة بما ينعكس على مجتمعنا في المستقبل بشكل ايجابي.