14 سبتمبر 2025

تسجيل

سياسة الإلهاء والعلاقات التركية الأمريكية

02 أكتوبر 2023

مارست الولايات المتحدة الأمريكية سياسة الإلهاء بشكل احترافي تجاه تركيا خلال السنوات الماضية، وعلى سبيل المثال قضية منظومة باتريوت إلى أن اضطرت تركيا للحصول على منظومة دفاعية من روسيا بالرغم من تعرضها للعقوبات الأمريكية، ومارست إدارة بايدن سياسة الإلهاء تجاه تركيا في سوريا حيث أكدت لها أن دعمها لوحدات الحماية الكردية مؤقت وأنه ضمن عمل التحالف الدولي ضد تنظيم داعش ولكن لا زال هذا الدعم مستمرا ومتنكرا لتركيا بالرغم من كونها عضوا في حلف الناتو. لقد أدت سياسة الإلهاء التي اتبعتها الولايات المتحدة تجاه تركيا إلى انهيارات كبيرة في الثقة، لكن تموضع تركيا الدولي الذي يجعلها أقرب للمنظومة الغربية بحكم التموضع الذي كانت عليه منذ تأسيس الجمهورية وبعد الحرب العالمية الثانية وبقائها كعضو في الناتو يجعل من الصعب عليها التخلي عن ارتباطاتها بالغرب أو على الأقل التخلي عن التوازن في علاقاتها الأمنية تحديدا مع الغرب. لقد تم إخراج تركيا من مشروع طائرات إف35 كعقوبة على حصولها على منظومة إس 400 وحتى مطالبات تركيا بالحصول على طائرات إف16 منذ عام 2016 حتى الآن لم يتم تلبيتها بالرغم من الموافقة الشفوية من إدارة بايدن التي جاءت في 2020. لقد كانت الحجة الأخيرة التي سقطت من موقف إدارة بايدن أن بوب مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس كان يقف ضد حصول تركيا على طائرات إف16 من تركيا. والآن بعد خروج مينينديز من منصبه بتهمة الفساد بعد التحقيق الأخير معه يرى البعض أن تركيا باتت أقرب للحصول على الصفقة. وكان أردوغان بنفسه قد قال: نأمل الاستفادة من هذه الفرصة مطالبا البيت الأبيض بالرد على تركيا بدون تأخير. وفي الحقيقة كان السيناتور مينينديز منتقدا على الدوام لتركيا ولأردوغان وتأتي تصريحات أردوغان تجاهه بعد اتهام مينينديز بالرشوة كأنها إيماءة إلى أن هذا واقع منتقدي تركيا في السياسة الأمريكية. ولكن الشق الثاني من التصريح وهو ننتظر ردا واضحا من الإدارة الأمريكية ويتعين على البيت الأبيض الوفاء بوعوده بخصوص صفقة طائرات إف16 تشير إلى أن المشكلة ليست مينينديز، لقد كان موقف الكونجرس كله حجة تستخدمها الإدارة. وقبل مينينديز ربطت واشنطن الصفقة بموافقة تركيا على انضمام السويد للناتو، ولكن أردوغان رفض ذلك ويبدو أنه ما لم تتم صفقة إف16 سيكون البرلمان التركي عقبة أمام انضمام السويد للناتو وهو أمر لوح به أردوغان. تركيا باتت مدركة أنها تحت سياسة إلهاء محترفة وفي ظل الحرب في أوكرانيا قد تستفيد من الحصول على صفقة إف 16 مقابل انضمام السويد للناتو، ومع ذلك هناك تحذيرات لتركيا بألا تمنح السويد القبول قبل أن تحصل على طائرات إف16 حتى لا تقع في متاهة الإلهاء من جديد التي ستكررها إدارة أمريكية جديدة مع دخول الولايات المتحدة في أجواء الانتخابات في 2024.