11 سبتمبر 2025
تسجيل(1) يبدأ التصويت لاختيار أول مجلس شورى منتخب في تاريخ قطر الحديث.. وهي مرحلة تكاد تكون استثنائية بفضل اهتمام سمو أمير البلاد المفدى، لفتح هذا الباب لكافة شرائح المجتمع عبر التصويت، لاختيار هذا المجلس عن طريق الاقتراع بكل شفافية ونزاهة. الامر المهم في هذه التجربة ان الجميع سيصوّت للمرشح الذي يرى فيه الكفاءة والقدرة على الارتقاء بالوطن نحو الأفضل دون أية مجاملات. (2) المنتخبون مطالبون جميعا بالذهاب في هذا اليوم الى دوائرهم الانتخابية لاختيار من يرون فيه أمل الغد ومستقبل الوطن لما فيه خير البلاد والعباد. لقد تحققت أماني الكثير من أبناء هذا الشعب في رؤية الطموحات والامال بالتحول الى حقيقة ملموسة على أرض الواقع بفضل تكاتف الجميع في مثل هذه الظروف. واختيار المرشح المستحق عملية ليست بالسهلة، فهي تتطلب ان يحرص الناخب على انتقاء الأنسب في دائرته من ناحية الكفاءة وصاحب الرؤية والحريص على التنمية والبناء في قابل الأيام دون أن يأخذ الناخب اي تحيز أو عاطفة دون ضمير عادل قد تسيّره بلا شعور في هذا اليوم، لأن التفكير في الشخص المناسب يبقى هو الرقم الصعب. (3) البرامج الانتخابية كانت مليئة بالمبادرات التي لا تعد ولا تحصى من حيث العمق في الطرح، وبالرغم من التشابه أحيانا بين برامج المرشحين الا ان المسألة تحتاج، بعد خوض غمار النقاش في جلسات الشورى المقبلة، الى من ينخل هذه البرامج والمبادرات بشيء من الحكمة والمرونة من أجل تحقيق تطلعات الرأي العام. هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى فإن ايجاد الحلول لقضايا المجتمع يتوجب السعي لتحقيق بعض التوصيات المناسبة لكل ما سيدور نقاشه في الشورى المنتخب بأمانة وشرف لتحقيق المصلحة العليا للمجتمع وبحيادية تامة. (4) من فاز بمقعد في مجلس الشورى المنتخب سنقول له "ألف مبروك"، ومن خسر عليه العوض، ولعل التجربة الأولى في الانتخابات سيشوبها الكثير من الدروس التي سنتعلمها في قابل الأيام، فالهدف الأول والأخير هو احترام القانون واتباع الارشادات والتعليمات في سير أعمال النسخة الاولى بكل أمانة وأريحية. وما من شك ان النسخة الثانية ستكون أكثر نضجا عن سابقتها لأن مجالس الشورى المنتخبة تحتاج بعض الصبر بمرور الوقت، ومن ثم نضعها في الميزان من خلال التعرف على ايجابياتها وكذلك سلبياتها ان وجدت. (5) في نهاية المطاف يجب ان يعلم الجميع بأن الهدف الاول من قيام مجلس شورى منتخب هو عرض جميع القضايا والقوانين على المجلس وتقديم التوصيات بشأنها للحكومة، وليس التصادم مع الحكومة كما يعتقد البعض. وهي نظرية خاطئة قد يرى الكثير بأنها هي الاهم، لا.. الأهم هو أن نقترح ونتفق في النهاية على مصالح المواطن وعرض قضاياه بروح عصرية بعيدا عن التشنج والطرح الذي لا يجدي في مجلس منتخب من أفراد الشعب بحرية تامة. (6) كلمة أخيرة: نتمنى ان نبدأ في الثالث من أكتوبر 2021 م مرحلة العمل لوطن أفضل ونوّاب أفضل وقضايا أفضل، وهذه الأحلام لن تتحقق الا بتكاتف الجهود وتضافرهم، اذا وضعنا حب الوطن أمامنا وحاولنا الوصول الى أفضل التشريعات برؤية موحدة هدفها الاول والاخير هو الصالح العام بعيدا عن أية مصالح أخرى، وهذا هو الأهم، وفق الله الجميع لما فيه الخير للوطن والمواطن.. اللهم آمين. [email protected]