20 سبتمبر 2025

تسجيل

ضباع الليل

02 أكتوبر 2017

يضرب بها المثل في الفساد، فإنها إذا وقعت في الغنم عاثت، وإذا اجتمعت أتت بفساد كبير، كريهة المنظر، وهي موصوفة بالغدر، وما أدراك ما الغدر، ومن يحمل لواء الغدر، ويُضرب بها المثل كذلك في الحمق فيقال "أحمق من ضبع"، وهي من الحيوانات الشريرة المؤذية، وتعتبر رمزاً للدناءة والحقارة والخسة والقذارة.وهناك حكاية تروى عن أعرابي أنه أنقذ ضبعاً من صيادين يطاردونها، وبعد أن أطعمها غدرت به وقتلته، فجاء ابن عم له فوجده على تلك الصورة، فتعقب الضبع حتى قتلها، ثم أنشد شعراً جاء في مطلعه "ومن يصنع المعروف في غير أهله يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر"، فهذه بعض سلوكيات الضباع، ولكن...!ومن المستغرب أن بعض بني الإنسان من تطبع وتلبس بلباس الضباع، بل تفوّق عليها في الغدر والخيانة والفجور في الخصومة، فلا تخرج إلاّ ليلاً وتتآمر على جيرانها، وتشعل الفتن والتفريق بين العوائل والأسر وقطيعة الأرحام، وإثارة النعرات القومية الجاهلية، ولا تستأسد إلاّ أذا أسودّ الليل، وهي على درجة عالية من نشر الفوضى وفبركة تصريحات منسوبة زوراً لقائد دولة له مكانته بين قادة العالم يحفظه الله، ودولة لها سيادتها ومكانتها بين الدول أعزها الله، وهذا الذي جرى ويجري على أرض الواقع من أزمة مفتعلة وحصار غادر جائر جبان على دولة قطر حفظها الله، لم يرعوا حرمة شهر رمضان الكريم، ولا حرمات أشهر الله الحرم، وما زلنا في شهر الله المحرم. فمتى يعتذر هؤلاء القوم لدولة قطر ولا تأخذهم العزة بالأثم إن كان في القلــــب إسلامٌ وإيمان؟أيها السادة الكرام... ما أكثر ضباع الليل البشرية في عالمنا العربي والإسلامي بل وزادت في الآونة الأخيرة وزاد معها فسادها وكبرياؤها وغرورها وعنادها وشراستها، يدمرون بلدانهم وبلدان غيرهم، ويثيرون الفتن والمؤامرات، ويبددون خيرات وثروات شعوبهم والأجيال.. فهل من ماهر رشيد حكيم يُنقذ ويطهر ويزيحها عن طريق مجتمعاتنا وأمتنا من تلك الضباع الليلية ومن يساندها في الخفاء والعلانية، لتسير إلى النهضة الحقيقية في جميع المجالات في أمن وأمان واستقرار وعيش وحياة كريمة ينعم بها الجميع، وكذلك احترام لكرامة الإنسان، كما تفعلها وتمارسها الدول المتحضرة المتقدمة "قل عسى أن يكون قريبا"."ومضة"عذراً... أيها الضباع فقد خلقكِ الله تعالى لحكمة، ولم يخلق سبحانه وتعالى شيئاً عبثاً. أما بني آدم لا عذر له إذا اتصف بصفات وسلوكيات ضباع الليل وسار على دربها.