12 سبتمبر 2025
تسجيلقبل أيام فقط بدأت بكتابة أول سطور روايتي الأولى بل العمل الأدبي الأول لي بعد صراع طويل جدا مع تردد كان يمنعني من مجرد التفكير في النشر، ولكن في حياتنا نمر بمواقف كثيرة وبين هذه المواقف والصدمات يأتي فجأة موقف واحد يكون كفيلا بتغيير مسار الحياة والانتباه إلى أن هناك أشياء كثيرة في حياتنا نتجاهلها وهي تستحق أن تدون وتخلد وتخرج للملأ وتبقى، وبالتالي فروايتي أشبه بسيرة ذاتية وأجدها من أجمل ألوان الأدب حيث إن قراء السيرة الذاتية هم قسمان: قسم يقرأ لإرضاء فضوله فالسيرة الذاتية بالنسبة له عالم من الأسرار والإثارة وقسم آخر يقرأ من أجل الاستفادة والعبرة فالسيرة الذاتية لديه عالم من التجارب والدروس، وما بين هذا القارئ وذاك تبقى روايتي عملا يوثق بالتفصيل محطاتي ومشاويري وتجاربي الجميلة والمريرة ويوثق معها أسامي لن تهرب يوما من ذاكرتي ففي مشوار حياتي هناك من كان له أعظم أثر في نجاحي وتقدمي، وهناك من كان له أقوى بصمة في صدماتي منهم من زرع أحقاده في حياتي ومضى ليتغير بعده المسار ومنهم من زرع مواقفه النبيلة في حياتي فكان له الفضل الأكبر فيما وصلت إليه، هناك بالفعل أسماء تستحق أن تخلد ليس من أجل روايتي بل من أجل أن يعرفهم الآخرون ويستضيئوا بنهجهم في الحياة، سأبدأ الرواية لا من اللحظات الأولى بل من النهاية من هذه اللحظة من حيث أنا الآن فوق هذا الجبل الشاهق في الغرفة البيضاء المطلة على أروع الأمكنة تلك الطبيعة الجميلة التي لم تنجح في اجتثاث الحزن الدفين والخيبات المتراكمة بالأعماق ولم تقدر على أن تأخذني للنسيان ولو لدقائق فهناك بعض الأشياء تلازمنا حتى لو تجاهلناها تهاجمنا وتمزقنا من الداخل حتى لو مثلنا دور المتسامح مع الزمن تلاحقنا أينما رحلنا وتبقى تنتزع أنفاسنا حتى النفس الأخير، لذلك كله قررت أن أكتبها أخيرا وقبل فوات الأوان.